التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

قوله تعالى { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون }

قال الترمذي : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن الديلمي قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة ، فألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضلّ ، فلذلك أقول : جفّ القلم على علم الله ) .

( السنن 5/26 ح 2642 ، ك الإيمان ، ب ما جاء في افتراق هذه الأمة ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 2/176 ) ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 14/43 ح 6169 ) ، والحاكم ( المستدرك 1/30 ) من طرق عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي به ، وهو مطول عند الحاكم . قال الترمذي : حديث حسن . قال الحاكم : حديث صحيح قد تداوله الأئمة ، وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه ، ولا أعلم له علة . ووافقه الذهبي . وقال الهيثمي : رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات ( مجمع الزوائد 1/193- 194 ) ونقل المناوي عن ابن حجر قوله : إسناده لا بأس به . وصححه السيوطي ( فيض القدير شرح الجامع الصغير 2/230- 231 ح 1733 ) . وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح 2130- والسلسلة الصحيحة ح 1076 . وقال محقق الإحسان : إسناده صحيح ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } قال قتادة والحسن : الشيطان زين لهم ذلك { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } أي لا يحزنك ذلك عليهم ، فإن الله يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء .