النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

قوله عز وجل : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : أنهم اليهود والنصارى والمجوس ، قاله أبو قلابة ، ويكون سوء عمله معاندة الرسول .

الثاني : أنهم الخوارج ، رواه عمرو بن القاسم ، ويكون سوء عمله تحريف التأويل .

الثالث : الشيطان ، قاله الحسن ويكون سوء عمله الإغواء .

الرابع : كفار قريش ، قاله الكلبي ، ويكون سوء عملهم الشرك .

وقيل إنها نزلت في العاص بن وائل السهمي والأسود بن المطلب ، وقال غيره نزلت في أبي جهل بن هشام .

في قوله : { فَرآهُ حَسَناً } وجهان :

أحدهما : صواباً ، قاله الكلبي .

الثاني : جميلاً .

وفي الكلام محذوف اختلف فيه على ثلاثة أوجه :

أحدها : أن المحذوف منه : فإنه يتحسر عليه يوم القيامة ، قاله ابن عيسى .

الثاني : أن المحذوف منه : كمن آمن وعمل صالحاً لا يستويان ، قاله يحيى بن سلام .

الثالث : أن المحذوف منه : كمن عمل الحسن والقبيح .