الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

وَقَوْلُهُ تعالى : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } تَوْقِيفٌ وَجَوَابُهُ مَحْذُوفٌ يُمْكِنُ أَنْ يُقَدَّرَ كَمَنْ اهْتَدَى وَنَحْوَ هَذا مِنَ التَّقْدِيرِ مَا دَلَّ اللَّفْظُ بَعْدُ عَلَيْهِ ؛ وقَرَأَ الجُمْهُورُ : { فَلاَ تَذْهَبْ } بِفَتْحِ التَّاءِ والهَاءِ : { نَّفْسَكَ } بالرَّفْعِ ، وَقَرَأَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ «تُذْهِبْ » بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الهَاءِ «نَفْسَكَ » بِالنَّصْبِ وَرُوِيَتْ عَنْ نَافِعٍ وَالْحَسْرَةُ هَمُّ النَّفْسِ عَلَى فَوَاتِ أَمْرِ ، وَهَذِهِ الآية تَسْلِيَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُفْرِ قَوْمِه ، وَوَجَبَ التَسْلِيمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إضْلاَلِ مَنْ شَاءَ وَهِدَايَةِ مَنْ شَاءَ .