الآية 8 وقوله تعالى : { أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسنا } ليس لهذا الحرف في ذا الموضع جواب . فجائز أن يكون جوابه في قوله : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } على التقديم له ، كأنه يقول ، والله أعلم ، أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسنا ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، فإن الله يُضل من يشاء ، ويهدي من يشاء .
[ ويحتمل ]{[17166]} أن يكون قوله : { أفمن زُيّن له سوء عمله } فلزمه كمن قُبّح له ، فانتهى عنه ؟ ليسا بسواء كقوله : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات } [ الأنعام : 122 ] .
ذُكر أن قوله : { أو من كان ميتا فأحييناه } نزل في عمر بن الخطاب ، وقوله : { كمن مثله في الظلمات } في أبي جهل .
فعلى ذلك الأول ، وأن يكون ما ذكرنا{[17167]} بدءا على التقديم والتأخير .
وقوله تعالى : { فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } من الضلال [ والهدى ]{[17168]} ، يضل من علم منه أنه يختار الضلال ، ويهدي من علم منه أنه يختار الهدى .
وقوله تعالى : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } هذا يحتمل [ وجهين :
أحدها ]{[17169]} : أي لا تذهب نفسك عليهم حسرات إشفاقا على ما ينزل بهم بتركهم الإيمان لأن رسول الله كاد يهلك نفسه إشفاقا عليهم ، فنهاه عن ذلك{[17170]} .
والثاني : على تخفيف الحزن عليه ودفعه عنه وتسليته إياه لأنه كان يشتد به الحزن لمكان كفرهم وتكذيبهم إياه وتركهم الإيمان به ، ليس على النهي كقوله : { ولا تحزن عليهم } [ النحل : 127 ] وقد ذكرنا معناه في ما تقدم مقدار ما حفظنا فيه ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إن الله عليم بما يصنعون } هذا يخرّج على وجهين :
أحدهما : أن الله تعالى على علم بصنيعهم ، أنشأهم لا عن جهل بما يكون منهم .
والثاني : { عليم بما يصنعون } فلا تكافئهم ، ولا تشتغلنّ بشيء منهم ، ولكن فوّض ذلك إلى الله ، وأسلم إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.