لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (112)

فراغ القلبِ من الأشغال نعمة عظيمة ، فإذا كفر عبدٌ بهذه النعمة بأَن فتح على نَفْسِه بابَ الهوى ، وانجرف في فساد الشهوة ، شَوَّشَ الله عليه قلبه ، وسَلَبَه ما كان يَجِدُه من صفاء وقته ؛ لأنَّ طوارقَ النفسِ تُوجِب غروبَ شوارقِ القلب ، وفي الخبر : " إذا أقبل الليلُ من ها هنا أدبر النهارُ من ها هنا " ، وكذلك القلبُ إذا انقطع عنه معهودُ ما كان الحقُّ أتاحه له أصابه عطَشٌ شديد ولهبٌ عظيم .