تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (112)

{ وضرب الله مثلا } ، يعني : وصف الله شبها ، { قرية } ، يعني : مكة ، { كانت ءامنة مطمئنة } ، أهلها من القتل والسبي ، { يأتيها رزقها رغدا } ، يعني : ما شاءوا ، { من كل مكان } ، يعني : من كل النواحي ، من اليمن ، والشام ، والحبش ، ثم بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم رسولا يدعوهم إلى معرفة رب هذه النعم وتوحيده جل ثناؤه ، فإنه من لم يوحده لا يعرفه ، { فكفرت بأنعم الله } ، حين لم يوحدوه ، وقد جعل الله لهم الرزق والأمن في الجاهلية ، نظيرها في القصص والعنكبوت قوله : سبحانه : { يجبى إليه ثمرات كل شيء } [ القصص :57 ] ، وقوله عز وجل في العنكبوت : { أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم } [ العنكبوت :67 ] ، { فأذاقها الله } ، في الإسلام ما كان دفع عنها في الجاهلية ، { لباس الجوع } ، سبع سنين ، { والخوف } ، يعني : القتل ، { بما كانوا يصنعون } [ آية :112 ] ، يعني : بما كانوا يعملون من الكفر والتكذيب .