الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (112)

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة . . . } الآية . قال : يعني مكة .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله : { وضرب الله مثلاً قرية } ، قال : هي مكة ، ألا ترى أنه قال : { ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه } .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { قرية كانت آمنة } ، قال : مكة . ألا ترى إلى قوله : { ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب } ، قال : أخذهم الله بالجوع والخوف والقتل الشديد .

112

*

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { فأذاقها الله لباس الجوع والخوف } ، قال : فأخذهم الله بالجوع والخوف والقتل . وفي قوله : { ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه } ، قال : أي والله يعرفون نسبه وأمره .

112

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن سليم بن عمر قال : صحبت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خارجة من مكة إلى المدينة ، فأخبرت أن عثمان قد قتل فرجعت . وقالت : ارجعوا بي ، فوالذي نفسي بيده إنها للقرية التي قال الله : { قرية كانت آمنة مطمئنة . . . } إلى آخر الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب . قال : القرية التي قال الله : { كانت آمنة مطمئنة } هي يثرب .