قوله تعالى : { وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنةً مطمئنةً } ، يريد بالقرية أهلها ، { آمنة } ، يعني : من الخوف . { مطمئنة } ، بالخصب والدعة .
{ يأتيها رِزقُها } ، فيه وجهان :
الثاني : مرادها . { رغداً } فيه وجهان :
{ من كُلِّ مكانٍ } ، يعني : منها بالزراعة ، ومن غيرها بالتجارة ، ليكون اجتماع الأمرين لهم أوفر لسكنهم وأعم في النعمة عليها .
{ فكفرت بأنعم الله } ، يحتمل وجهين .
الثاني : بأن لا يؤدوا حقها من مواساة الفقراء وإسعاف ذوي الحاجات{[1774]} .
وفي هذه القرية التي ضربها الله تعالى مثلاً أقاويل :
أحدها : أنها مكة ، كان أمنها أن أهلها آمنون لا يتفاوزون{[1775]} كالبوادي .
{ فأذاقها اللهُ لباسَ الجوع والخوْف } ، وسماه لباساً ؛ لأنه قد يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس ، وقيل : إن القحط بلغ بهم إلى أن أكلوا القد والعلهز وهو الوبر يخلط بالدم ، والقِد أديم يؤكل ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة .
الثاني : أنها المدينة آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم كفرت بأنعم الله بقتل عثمان بن عفان وما حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بها من الفتن ، وهذا قول عائشة وحفصة رضي الله عنهما .
الثالث : أنه مثل مضروب بأي قرية كانت على هذه الصفة من سائر القرى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.