لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (15)

ولما قال المنافقون : { إنما نحن مستهزئون } قال الله تعالى : { الله يستهزئ بهم } أي يجازيهم على استهزائهم ، كذلك لما ألقى القوم أزِمَّتهم في أيدي الشهوات استهوتهم في أودية التفرقة ، فلم يستقر لهم قدم على مقام فتطوحوا في متاهات الغيبة ، وكما يمد المنافقين في طغيانهم يعمهون يطيل مدة هؤلاء في مخايل الأمل فيكونون عند اقتراب آجالهم أطول ما كانوا أملاً ، وأسوأ ما كانوا عملاً ، ذلك جزاء ما عملوا ، ووبال ما صنعوا . وتحسين أعمالهم القبيحة في أعينهم من أشد العقوبات لهم ، ورضاؤهم بما فيه من الفترة أَجَلُّ مصيبة لهم .