هذا مثل ضربه الله سبحانه للمنافقين بمن استوقد ناراً في ابتداء ليلته ثم أطفئت النيران فبقي صاحبها في الظلمة ، كذلك المنافق ظهر عليه شيء من العوافي في الدنيا بظاهره ثم امْتُحِنُوا في الآخرة بأليم العقوبة ، أو لاح شيء من إقرارهم ثم بقوا في ظلمة إنكارهم .
والإشارة من هذه الآية لمن له بداية جميلة ؛ يسلك طريق الإرادة ، ويتعنَّى مدة ، ويقاسي بعد الشدّة شدة ، ثم يرجع إلى الدنيا قبل الوصول إلى الحقيقة ، ويعود إلى ما كان فيه من ظلمات البشرية . أورق عُودُه ثم لم يثمر ، وأزهر غصنه ثم لم يدركه ، وعجَّل كسوف الفترة على أقمار حضوره ، وردّته يد القهر بعد ما أحضره لسان اللطف ، فوطن عن القرب قلبه ، وغلّ من الطالبين نفسه ، فكان كما قيل :
حين قرّ الهوى وقلنا سُرِرْنا *** وَحِسْبناً من الفراق أمِنَّا
بعث البَيْن رُسْل في خفاءٍ *** فأبادوا من شملنا ما جمعنا
وكذلك تحصل الإشارة في هذه الآية لمن له أدنى شيء من المعاني فيظهر الدعاوى فوق ما هو به ، فإِذا انقطع عنه ( . . . ) ماله من أحواله بقي في ظلمة دعاواه .
وكذلك الذي يركن إلى حطام الدنيا وزخرفها ، فإِذا استتبت الأحوال وساعد الأمل وارتفع المراد - برز عليه الموت من مكامن المكر فيترك الكُل ويحمل الكَلَّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.