لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

ثم ذَكَرَ وَصْفَهم فقال : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمُ فَإِذَا جَاءَ الخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تّدُورُ أَعْيُنُهُمْ كالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ المَوتِ فَإِذَا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } .

إذا جاء الخوفُ طاشت من الرعبِ عقولهم ، وطاحت بصائرهم ، وتعطلت عن النصرة جميعُ أعضائهم ، وإذا ذهبَ الخوْفُ زَيَّنوا كلامَهم ، وقدّموا خداعهم ، واحتالوا في أحقاد خِستهم . . أولئك هذه صفاتهم ؛ لم يباشر الإيمانُ قلوبهم ، ولا صدقوا فيما أظهروا من ادعائهم واستسلامهم .