جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

{ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } بخلاء بالشفقة أو بالنفقة أو في الغنائم نصب على الحال من فاعل لا يأتون وهو حال من ضمير القائلين أو هما حالان من ضمير القائلين : { فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ } : وقت الحرب ، { رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ } ، في أحداقهم ، { كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ } أي : كدوران{[4062]} عين من يغشى عليه ، { مِنَ الْمَوْتِ } : من معالجة سكراته ، { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم } : ضربوكم ، { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } : لأجل الغنيمة وغيرها ، { أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } بخلاء على الغنيمة ، أو ليس فيهم خير فهم جمعوا بين البخل والجبن وقلة الحياء وعدم الوفاء ، { أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } : أبطل جهادهم وصلاتهم وصيامهم ومثل ذلك ، { وَكَانَ ذَلِكَ } : الإحباط ، { عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } : هينا ، وهذا كما في الحديث ( ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله في أي واد أهلكه ){[4063]}* ،


[4062]:أي: كدوران عين الذي قرب من الموت، وهو الذي نزل به الموت وغشيته أسبابه، فيذهل لبه ويذهب عقله ويشخص بصره فلا يطرف، كذلك هؤلاء تشخص أبصارهم لما يلحقهم من الخوف /12 فتح.
[4063]:* (حسن)، انظر صحيح سنن ابن ماجه (4106).