غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

1

والأشحة جمع شحيح قيل : معناه أضناء بكم أي يظهرون الإشفاق على المسلمين قبل شدة القتال ، فإذا جاء البأس ارتعدت فرائصهم وتدور أعينهم كدوران عين من يغشى عليه من سكرات الموت . وقيل : أراد أنهم يبخلون بأموالهم وأنفسهم فلا يبذلونهما في سبيل الله { فإذا ذهب الخوف } وجمعت الغنائم { سلقوكم } أي بسطوا إليكم ألسنتهم قائلين وفروا قسمتنا فإنا قد شاهدناكم وقاتلنا معكم وبنا نصرتم وبمكاننا غلبتم عدوكم ، فهم عند البأس أجبن قوم وأخذلهم للحق ، وأما عند حيازة الغنيمة فأشحهم وأوقعهم والحداد جمع حديد ، وكرر أشحة لأن الأول مطلق والثاني مقيد بالخير وهو المال والثواب أو الدين أو الكلام الجميل . { أولئك } المنافقون { لم يؤمنوا } حقيقة وإن آمنوا في الظاهر { فأحبط الله أعمالهم } التي لها صورة الصلاح بأن أعلم المسلمين أحوال باطنهم { وكان ذلك } الذي ذكر من أعمال أهل النفاق { يسيراً } على الله لا وزن لها عنده أو وكان ذلك الإحباط عليه سهلاً . قال في الكشاف : لأن أعمالهم حقيقة بالإحباط تدعو إليه الدواعي ولا يصرف عنه صارف . ويمكن أن يقال : إعدام الجواهر هين على الله فإعدام الإعراض ولاسيما بمعنى عدم اعتبار نتائجها أولى بأن يكون هيناً .

/خ20