قوله تعالى : { أَشِحَّةً عَلَيكُمْ } فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أشحة بالخير ، قاله مجاهد .
الثاني : بالقتال معكم ، قاله ابن كامل .
الثالث : بالغنائم إذا أصابوها ، قاله السدي .
الرابع : أشحة بالنفقة في سبيل الله ، قاله قتادة .
{ فَإِذَا جَاءَ الْخَوفُ } فيه قولان :
أحدهما : إذا جاء الخوف من قتال العدو إذا أقبل ، قاله السدي .
الثاني : الخوف من النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلب ، قاله ابن شجرة .
{ رَأيْتُهُمْ يَنْظُرُونَ إِليَكَ } خوفاً من القتال على القول الأول ، ومن النبي صلى الله عليه وسلم على القول الثاني .
{ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيهِ مِنَ الْمَوتِ } يحتمل وجهين :
أحدهما : تدور أعينهم لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة .
الثاني : تدور أعينهم لشدة خوفهم حذراً أن يأتيهم القتل من كل جهة .
{ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } فيه وجهان :
أحدهما : أي رفعوا أصواتهم عليكم بألسنة حداد أي شديدة ذربة ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَعَنَ اللَّهُ السَّالِقَةَ وَالخَارِقَةُ{[2212]} وَالحَالِقَةَ " يعني بالسالقة التي ترفع صوتها بالنياحة والخارقة التي تخرق ثوبها في المصيبة وبالحالقة التي تحلق شعرها .
الثاني : معناه آذوكم بالكلام الشديد . والسلق الأذى ، قاله ابن قتيبة . قال الشاعر :
ولقد سلقن هوازنا *** بنواهلٍ حتى انحنينا
وقال الخليل : سلقته باللسان إذا أسمعته ما يكره . وفي سلقهم بألسنةٍ حداد وجهان :
أحدهما : نزاعاً في الغنيمة ، قاله قتادة .
الثاني : جدالاً عن أنفسهم ، قاله الحسن .
{ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : على قسمة الغنيمة ، قاله يحيى بن سلام .
الثاني : على المال ينفقونه في سبيل الله ، قاله السدي .
الثالث : على النبي صلى الله عليه وسلم بظفره .
{ أَوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا } يعني بقلوبهم .
{ فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } يعني حسناتهم أن يثابوا عليها لأنهم لم يقصدوا وجه الله تعالى بها .
{ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } فيه وجهان :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.