ثم قال تعالى : { أشحة عليكم } .
قال الفراء : هو منصوب على الذم ، وأجاز نصبه على الحال ، وقدره : يعوقون أشحة {[55380]} .
وقيل : هو حال ، والتقدير : والقائلين لإخوانهم أشحة {[55381]} .
وقيل : التقدير : ولا يأتون البأس إلا قليلا ، يأتونه أشحة ، أي أشحة على الفقراء بالغنيمة جبناء {[55382]} .
وقال الطبري : التقدير هلم إلينا أشحة {[55383]} .
وقال السدي بنصبه على الحال ، والتقدير : ولا يأتون البأس إلا قليلا بخلا عليهم بالظفر والغنيمة {[55384]} .
ومن جعل العامل في أشحة " المعوقين " أو " القائلين " فقد غلط لأنه تفريق بين الصلة والموصول {[55385]} .
قال قتادة : معنا أشحة عليكم في الغنيمة {[55386]} .
وقال مجاهد : أشحة عليكم في الخير {[55387]} .
وقيل : التقدير : أشحة عليكم بالنفقة على الضعفاء منكم {[55388]} .
والتأويل : جبناء عند الناس أشحاء عند قسم الغنيمة .
وقال يزيد بن رومان : أشحة عليكم للضغن {[55389]} الذي في أنفسهم {[55390]} .
ثم قال تعالى : { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم } أي : فإذا جاء يا محمد القتال وخافوا ( الهلاك ) {[55391]} رأيتهم ينظرون إليك لواذا {[55392]} عن القتال تدور أعينهم خوفا من القتال .
{ كالذي يغشى عليه من الموت } أي : تدور أعينهم كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت النازل به .
ثم قال تعالى : { فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } أي : فإذا زال القتال عفوكم بألسنة ذربة {[55393]} .
يقال للرجل الخطيب : مسلق ومسلاق وسلاق بالسين والصاد فيهن ، أي : بليغ {[55394]} . والمعنى : أنهم عند قسم الغنيمة يتطاولون بألسنتهم لشحهم على ما يأخذ المسلمون ، يقولون : أعطونا أعطونا ، فإنا شهدنا معكم ، وهم عند البأس أجبن قوم ، هذا معنى قول قتادة {[55395]} .
ويدل على صحة هذا التأويل قوله بعد ذلك : { أشحة على الخير } أي : على الغنيمةإذا ظفر المسلمون .
وقيل : بل ذلك أذى المنافقين للمسلمين بألسنتهم عند الأمان . قاله ابن عباس ويزيد بن رومان .
ثم قال تعالى ذكره : { أولئك لم يومنوا فأحبط الله أعمالهم } أي : هؤلاء المنافقون الذين تقدمت صفتهم لم يصدقوا بالله ورسوله بقلوبهم فأحبط الله أعمالهم ، أي : أذهبها وأبطلها .
ويروى أن الذي وصف بها كان بدريا فأحبط الله عمله ، قاله ابن زيد {[55396]} .
{ وكان ذلك على الله يسيرا } أي : وكان إحباط أعمالهم على الله هينا حقيرا .
وتقف على " { إلا قليلا } " إذا نصبت " أشحة " على الذم ، ولا تقف عليه على غير هذا التقدير {[55397]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.