الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أشحة عليكم } بالخير المنافقون .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { أشحة عليكم } قال : في الغنائم ، إذا أصابها المسملون شاحوهم عليها قالوا بألسنتهم : لستم بأحق بها منا قد شهدنا وقاتلنا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك } قال : إذا حضروا القتال والعدو { رأيتهم ينظرون إليك } أجبن قوم ، وأخذله للحق { تدور أعينهم } قال : من الخوف .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { تدور أعينهم } قال : فرقا من الموت .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { سلقوكم } قال : استقبلوكم .

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { سلقوكم بألسنة حداد } قال : الطعن باللسان قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الأعشى وهو يقول :

فيهم الخصب والسماحة والنج *** دة فيهم والخاطب المسلاق

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } قال : أما عند الغنيمة فأشح قوم وأسوأه مقاسمة . أعطونا . . . أعطونا . . . إنا قد شهدنا معكم ، وأما عند البأس فأجبن قوم وأخذله للحق .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { أشحة على الخير } قال : على المال .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وكان ذلك على الله يسيراً } يعني هيناً . والله أعلم .