تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } المالك : هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى ، ويثيب ويعاقب ، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ، وأضاف الملك ليوم الدين ، وهو يوم القيامة ، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم ، خيرها وشرها ، لأن في ذلك اليوم ، يظهر للخلق تمام الظهور ، كمال ملكه وعدله وحكمته ، وانقطاع أملاك الخلائق . حتى [ إنه ] يستوي في ذلك اليوم ، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار .

كلهم مذعنون لعظمته ، خاضعون لعزته ، منتظرون لمجازاته ، راجون ثوابه ، خائفون من عقابه ، فلذلك خصه بالذكر ، وإلا ، فهو المالك ليوم الدين وغيره من الأيام .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

{ مالك يَوْمِ الدين }

بعد أن بين - سبحانه - لعباده موجبات حمده ، وأنه الجدير وحده بالحمد ، لأنه المربى الرحيم ، والمنعم الكريم ، أتبع ذلك ببيان أنه - سبحانه - { مالك يَوْمِ الدين } .

والمالك وصف من الملك - بكسر الميم - بمعنى حيازة الشيء مع القدرة على التصرف فيه . واليوم فى العرف : ما يكون من طلوع الشمس إلى غروبها ، وليس هذا مرادًا هنا ، وإنما المراد مطلق الزمن وهو يوم القيامة .

والدين : الجزاء والحساب ، يقال : دنته بما صنع ، أى : جازيته على صنيعه ، ومنه قولهم . كما تدين تدان . أى : كما تفعل تجازى ، وفى الحديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " أى : حاسب نفسه : والمعنى : أنه - تعالى - يتصرف فى أمور يوم الدين من حساب وثواب وعقاب ، تصرف المالك فيما يملك ، كما قال - تعالى - { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً والأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } وهناك قراءة أخرى للآية وهى { مالك يَوْمِ الدين } من الملك - بضم الميم - وعليها يكون المعنى : أنه - تعالى - هو المدبر لأمور يوم الدين ، وأن له على ذلك اليوم هيمنة الملوك وسيطرتهم ، فكل شئ فى ذلك اليوم يجرى بأمره ، وكل تصرف فيه ينفذ باسمه ، كما قال - تعالى - { لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار } قال الإِمام ابن كثير : " وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه ، لأنه قد تقدم الإِخبار بأنه رب العالمين ، وذلك عام فى الدنيا والآخرة . وإنما أضيف إلى يوم الدين ، لأنه لا يدعى أحد هنالك شيئًا ، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه ، كما قال - تعالى - { يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن وَقَالَ صَوَاباً } والملك فى الحقيقة هو الله ، قال - تعالى - { هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ الملك القدوس السلام } وفى الصحيحين عن أبى هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " يقبض الله الأرض ، ويطوى السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ، أين المتكبرون " ثم قال : وأما تسمية غيره فى الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز كما قال - تعالى - { إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً } وفى هذه الأوصاف التى أجريت على الله تعالى ، من كونه ربا للعالمين وملكا للأمر كله يوم الجزاء ، بعد الدلالة على اختصاص الحمد به فى قوله : { الحمد للَّهِ } فى كل ذلك دليل على أن من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحق منه للحمد والثناء عليه ، بل لا يستحق ذلك على الحقيقة سواه ، فإن ترتب الحكم على الوصف مشعر بعليته له " .

والمتدبر لهذه الآية الكريمة يراها خير وسيلة لتربية الإِنسان وغرس الإِيمان العميق فى قلبه ، لأنه إذا آمن بأن هناك يوما يظهر فيه إحسان المحسن وإساءة المسيء ، وأن زمام الحكم فى ذلك اليوم لله الواحد القهار ، فإنه في هذه الحالة سيقوى عنده خلق المراقبة لخالقه ، ويجتهد فى السير على الطريق المستقيم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ }

قال أبو جعفر : القراء مختلفون في تلاوة «ملك يوم الدين » ، فبعضهم يتلوه : «مَلِكِ يوم الدين » ، وبعضهم يتلوه : مالك يوم الدين وبعضهم يتلوه : مالِكَ يوم الدين بنصب الكاف . وقد استقصينا حكاية الرواية عمن رُوي عنه في ذلك قراءةٌ في «كتاب القراءات » ، وأخبرنا بالذي نختار من القراءة فيه ، والعلة الموجبة صحة ما اخترنا من القراءة فيه ، فكرهنا إعادة ذلك في هذا الموضع ، إذ كان الذي قصدنا له في كتابنا هذا البيانَ عن وجوه تأويل آي القرآن دون وجوه قراءتها .

ولا خلاف بين جميع أهل المعرفة بلغات العرب ، أن المَلِكَ من «المُلْك » مشتقّ ، وأن المالك من «المِلْك » مأخوذ . فتأويل قراءة من قرأ ذلك : مَالِكِ يَوْمِ الدّين أن لله الملك يوم الدين خالصا دون جميع خلقه الذين كانوا قبل ذلك في الدنيا ملوكا جبابرة ينازعونه المُلْك ويدافعونه الانفراد بالكبرياء والعظمة والسلطان والجبرية . فأيقنوا بلقاء الله يوم الدين أنهم الصّغَرة الأذلة ، وأن له دونهم ودون غيرهم المُلْك والكبرياء والعزّة والبهاء ، كما قال جل ذكره وتقدست أسماؤه في تنزيله : ( يَوْمَ هُمْ بَارزُونَ لاَ يَخْفَى على اللّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ لِلّهِ الوَاحدِ القَهّارِ ) فأخبر تعالى أنه المنفرد يومئذٍ بالمُلْك دون ملوك الدنيا الذين صاروا يوم الدين من ملكهم إلى ذلة وصَغَار ، ومن دنياهم في المعاد إلى خسار .

وأما تأويل قراءة من قرأ : ( مالكِ يَوْمِ الدّينِ ) ، فما :

حدثنا به أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، قال : حدثنا أبو روق ، عن الضحاك ، عن عبد الله بن عباس : ( مالكِ يَوْمِ الدّينِ ) يقول : لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما كملكهم في الدنيا . ثم قال : ( لاَ يَتَكَلّمُونَ إِلاّ مَنْ أذِنَ لَهُ الرّحْمَنُ وقالَ صَوَابا ) ، وقال : ( وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ للرّحْمَنِ ) ، وقال : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى ) .

قال أبو جعفر : وأولى التأويلين بالآية وأصحّ القراءتين في التلاوة عندي التأويل الأول وهي قراءة من قرأ «مَلِك » بمعنى «المُلْك » لأن في الإقرار له بالانفراد بالملك إيجابا لانفراده بالملك وفضيلة زيادة الملك على المالك ، إذ كان معلوما أن لا ملِك إلا وهو مالك ، وقد يكون المالك لا مَلِكا .

وبعد : فإن الله جل ذكره قد أخبر عباده في الآية التي قبل قوله : ( مَالِك يَوْمِ الدينِ ) أنه مالك جميع العالمين وسيدهم ، ومصلحهم والناظر لهم ، والرحيم بهم في الدنيا والاَخرة بقوله : { الحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ } .

فإذا كان جل ذكره قد أنبأهم عن مُلْكهِ إياهم كذلك بقوله : { رَبّ العَالمينَ } فأولى الصفات من صفاته جل ذكره ، أن يتبع ذلك ما لم يحوه قوله : ( رَبّ العَالَمِينَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ ) مع قرب ما بين الاَيتين من المواصلة والمجاورة ، إذ كانت حكمته الحكمة التي لا تشبهها حكمة .

وكان في إعادة وصفه جل ذكره بأنه مالك يوم الدين ، إعادة ما قد مضى من وصفه به في قوله : ( رَبّ العَالَمِينَ ) مع تقارب الاَيتين وتجاور الصفتين . وكان في إعادة ذلك تكرار ألفاظ مختلفة بمعانٍ متفقة ، لا تفيد سامع ما كرّر منه فائدة به إليها حاجة . والذي لم يحوه من صفاته جل ذكره ما قبل قوله : ( مالِكِ يَوْمِ الدّينِ ) المعنى الذي في قوله : «ملك يوم الدين » ، وهو وصفه بأنه المَلِك . فبينٌ إذا أن أولى القراءتين بالصواب وأحق التأويلين بالكتاب : قراءة من قرأه : «ملك يوم الدين » ، بمعنى إخلاص الملك له يوم الدين ، دون قراءة من قرأ : مالك يوم الدين بمعنى : أنه يملك الحكم بينهم وفصل القضاء متفرّدا به دون سائر خلقه .

فإن ظنّ ظانّ أن قوله : ( رَبّ العَالَمِينَ ) نبأ عن ملكه إياهم في الدنيا دون الاَخرة يوجب وصله بالنبأ عن نفسه أنه قد ملكهم في الاَخرة على نحو مِلْكه إياهم في الدنيا بقوله : ( مالك يوم الدين ) ، فقد أغفل وظن خطأ ، وذلك أنه لو جاز لظانّ أن يظنّ أن قوله : ( رب العالمين ) محصور معناه على الخبر عن ربوبية عالم الدنيا دون عالم الاَخرة مع عدم الدلالة على أن معنى ذلك كذلك في ظاهر التنزيل ، أو في خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم به منقول ، أو بحجة موجودة في المعقول ، لجاز لاَخر أن يظن أن ذلك محصور على عالم الزمان الذي فيه نزل قوله : ( رب العالمين ) دون سائر ما يحدث بعده في الأزمنة الحادثة من العالمين ، إذ كان صحيحا بما قد قدمنا من البيان أن عالم كل زمان غير عالم الزمان الذي بعده . فإن غَبِيَ عن علم صحة ذلك بما قد قدمنا ذو غباء ، فإن في قول الله جل ثناؤه : { ولَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتابَ وَالحُكْمَ والنبُوّةَ وَرَزَقَنَاهُمْ مِنَ الطّيّباتِ وَفَضّلْناهُمْ على العَالَمِينَ } دلالة واضحة على أن عالَم كل زمان غير عالم الزمان الذي كان قبله وعالَم الزمان الذي بعده . إذ كان الله جل ثناؤه قد فضل أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم الخالية ، وأخبرهم بذلك في قوله : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ للنّاسِ ) الآية . فمعلوم بذلك أن بني إسرائيل في عصر نبينا ، لم يكونوا مع تكذيبهم به صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين ، بل كان أفضل العالمين في ذلك العصر وبعده إلى قيام الساعة ، المؤمنون به المتبعون منهاجه ، دونَ منْ سواهم من الأمم المكذّبة الضالّة عن منهاجه . فإذ كان بينا فساد تأويل متأوّل لو تأوّل قوله : ( رب العالمين ) أنه معنيّ به : أن الله ربّ عالميْ زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دون عالمي سائر الأزمنة غيره ، كان واضحا فساد قول من زعم أن تأويله : رب عالم الدنيا دون عالم الاَخرة ، وأن مالك يوم الدين استحق الوصل به ليُعلم أنه في الاَخرة من ملكهم وربوبيتهم بمثل الذي كان عليه في الدنيا . وَيُسْألُ زاعم ذلك الفرق بينه وبين متحكّمٍ مثله في تأويل قوله : ( رب العالمين ) تَحَكّم ، فقال : إنه إنما عني بذلك أنه رب عالمي زمان محمد دون عالمي غيره من الأزمان الماضية قبله والحادثة بعده ، كالذي زعم قائلُ هذا القول إنه عنى به عالم الدنيا دون عالم الاَخرة لله من أصل أو دلالة . فلن يقول في أحدهما شيئا إلا أُلزم في الاَخر مثله .

وأما الزاعم أن تأويل قوله : ( مالِكِ يَوْمِ الدّينِ ) أنه الذي يملك إقامة يوم الدين ، فإن الذي ألزمْنا قائل هذا القول الذي قبله له لازم ، إذ كانت إقامة القيامة إنما هي إعادة الخلق الذين قد بادوا لهيئاتهم التي كانوا عليها قبل الهلاك في الدار التي أعد الله لهم فيها ما أعدّ . وهم العالَمون الذين قد أخبر جل ذكره عنهم أنه ربهم في قوله : ( رَبّ العَالَمِينَ ) .

وأما تأويل ذلك في قراءة من قرأ : ( مالكَ يَوْمِ الدّينِ ) فإنه أراد : يا مالك يوم الدين ، فنصبه بنيّة النداء والدعاء ، كما قال جل ثناؤه : { يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا } بتأويل : يا يوسف أعرض عن هذا . وكما قال الشاعر من بني أسد ، وهو شعر فيما يقال جاهلي :

إنْ كُنْتَ أزْنَنْتَنِي بِها كَذِبا *** جَزْءُ ، فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلاَ

يريد : يا جزءُ . وكما قال الاَخر :

كَذَبْتُمْ وبَيْتِ اللّهِ لا تَنْكِحُونَها *** بَنِي شابَ قَرْناها تَصُرّ وتَحْلُبُ

يريد : يا بني شاب قرناها .

وإنما أورطه في قراءة ذلك بنصب الكاف من «مالك » على المعنى الذي وصفت حيرته في توجيه قوله : ( إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) وجهته مع جرّ : مالِكِ يَوْمِ الدّين وخفضه ، فظن أنه لا يصح معنى ذلك بعد جره : مالكِ يَوْمِ الدّينِ فنصب : «مالكَ يَوْم الدّينِ » ليكون إياكَ نعبد له خطابا ، كأنه أراد : يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد ، وإياك نستعين . ولو كان علم تأويل أول السورة وأن «الحمد لله ربّ العالمين » ، أمر من الله عبده بقيل ذلك كما ذكرنا قبل من الخبر عن ابن عباس : أن جبريل قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، عن الله : قل يا محمد : ( الحمد لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ) وقل أيضا يا محمد : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وكان عَقَل عن العرب أن من شأنها إذا حكت أو أمرت بحكاية خبر يتلو القول ، أن تخاطب ثم تخبر عن غائب ، وتخبر عن الغائب ثم تعود إلى الخطاب لما في الحكاية بالقول من معنى الغائب والمخاطب ، كقولهم للرجل : قد قلت لأخيك : لو قمتَ لقمتُ ، وقد قلت لأخيك : لو قام لقمتُ ، لسهل عليه مخرج ما استصعب عليه وجهته من جر : مالك يَوْمِ الدّينِ ومن نظير «مالك يوم الدين » مجرورا ، ثم عوده إلى الخطاب ب«إِياك نعبد » لما ذكرنا قبل ، البيتُ السائر من شعر أبي كبير الهُذَلي :

يا لَهْفَ نَفْسِي كانَ جِدّةُ خالِد *** *** وبَياضُ وَجْهِكَ للتّرَابِ الأعْفَرِ

فرجع إلى الخطاب بقوله : «وبياض وجهك » ، بعد ما قد قضى الخبر عن خالد على معنى الخبر عن الغائب . ومنه قول لبيد بن ربيعة :

باتَتْ تَشْتَكّي إليّ النّفْسُ مُجْهِشَةً *** وقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعا بَعْد سَبْعِينا

فرجع إلى مخاطبة نفسه ، وقد تقدم الخبر عنها على وجه الخبر عن الغائب . ومنه قول الله وهو أصدق قيل وأثبتُ حجة : { حتّى إذا كُنْتُمْ في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيّبَةٍ } فخاطب ثم رجع إلى الخبر عن الغائب ، ولم يقل : «وجرين بكم » . والشواهد من الشعر وكلام العرب في ذلك أكثر من أن تحصى ، وفيما ذكرنا كفاية لمن وفق لفهمه . فقراءة : «مَالِكَ يَوْمِ الدّينِ » محظورة غير جائزة ، لإجماع جميع الحجة من القرّاء وعلماء الأمة على رفض القراءة بها .

القول في تأويل قوله تعالى : { يَوْم الدّينِ } .

قال أبو جعفر : والدين في هذا الموضع بتأويل الحساب والمجازاة بالأعمال ، كما قال كعب بن جُعْيْل :

إذَا ما رَمَوْنا رَمَيْنَاهُمُ *** *** وَدِنّاهُمْ مِثْلَ ما يُقْرِضُونا

وكما قال الاَخر :

واعْلَمْ وأيْقِنْ أنّ مْلْكَكَ زَائِلٌ *** واعْلَمْ بأنّكَ ما تَدِينُ تُدَانُ

يعني ما تَجْزي تجازى . ومن ذلك قول الله جل ثناؤه : { كَلاّ بَلْ تُكَذّبُونَ بالدّينِ يعني بالجزاء ( وَإِنّ عَلَيْكُمْ لحَافِظِينَ ) يحصون ما تعملون من الأعمال . } وقوله تعالى : { فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْر مَدِينِينَ } يعني غير مجزيّين بأعمالكم ولا محاسبين . وللدين معان في كلام العرب غير معنى الحساب والجزاء سنذكرها في أماكنها إن شاء الله .

وبما قلنا في تأويل قوله : ( يَوْمِ الدّينِ ) جاءت الاَثار عن السلف من المفسرين ، مع تصحيح الشواهد لتأويلهم الذي تأوّلوه في ذلك .

حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن عمارة ، قال : حدثنا أبو روق ، عن الضحاك ، عن عبد الله بن عباس : يَوْمِ الدّين قال : يوم حساب الخلائق هو يوم القيامة ، يدينهم بأعمالهم ، إن خيرا فخير وإن شرّا فشر ، إلا من عفا عنه ، فالأمرُ أمره . ثم قال : ألاَ لَه الخَلْقُ والأمْرُ .

وحدثني موسى بن هارون الهمداني ، قال : حدثنا عمرو بن حماد القنّاد ، قال : حدثنا أسباط بن نصر الهمداني ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرّة الهمداني ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : «ملك يوم الدين » : هو يوم الحساب .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : مالكِ يَوْمِ الدّينِ قال : يَوم يدين الله العباد بأعمالهم .

وحدثنا القاسم بن الحسن ، قال : حدثنا الحسين بن داود ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج : مالِكِ يَوْم الدّينِ قال : يوم يُدان الناس بالحساب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( 4 )

واختلف القراء في قوله تعالى : { ملك يوم الدين }( {[49]} ) . فقرأ عاصم والكسائي «مالك يوم الدين » .

قال الفارسي : «وكذلك قرأها قتادة والأعمش » .

قال مكي : «وروى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها كذلك بالألف ، وكذلك قرأها أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وطلحة ، والزبير ، رضي الله عنهم »( {[50]} ) .

وقرأ بقية السبعة «ملك يوم الدين » وأبو عمرو منهم يسكن اللام فيقرأ «ملْك يوم الدين » . هذه رواية عبد الوارث عنه( {[51]} ) .

وروي عن نافع إشباع الكسرة من الكاف في ملك فيقرأ «ملكي » وهي لغة للعرب ذكرها المهدوي .

وقرأ أبو حيوة( {[52]} ) «ملِكَ » بفتح الكاف وكسر اللام .

وقرأ ابن السميفع( {[53]} ) ، وعمر بن عبد العزيز ، والأعمش ، وأبو صالح السمان ، وأبو عبد الملك الشامي «مالكَ » بفتح الكاف . وهذان على النداء ليكون ذلك توطئة لقوله { إياك } .

ورد الطبري على هذا وقال : «إن معنى السورة : قولوا الحمد لله ، وعلى ذلك يجيء { إياك } و { اهدنا } .

وذكر أيضاً أن من فصيح كلام العرب الخروج من الغيبة إلى الخطاب . وبالعكس ، كقول أبي كبير الهذلي( {[54]} ) : [ الكامل ] .

يا ويح نفسي كان جلدة خالد . . . وبياض وجهك للتراب الأعفر

وكما قال لبيد : [ البسيط ] .

قامت تشكّى إليَّ النفسُ مجهشة . . . وقد حملتُكَ سبعاً سبعينا( {[55]} )

وكقول الله تعالى : { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم }( {[56]} )[ يونس : 22 ] .

وقرأ يحيى بن يعمر والحسن بن أبي الحسن ، وعلي بن أبي طالب «ملك يوم الدين » على أنه فعل ماض .

وقرأ أبو هريرة «مليك » بالياء وكسر الكاف( {[57]} ) .

قال أبو علي : ولم يمل أحد من القراء ألف «مالك » ، وذلك جائز ، إلا أنه يقرأ بما يجوز ، إلا أن يأتي بذلك أثر مستفيض( {[58]} ) . و «المُلك » و «المِلك » بضم الميم وكسرها وما تصرف منهما راجع كله إلى ملك بمعنى شد وضبط ، ثم يختص كل تصريف من اللفظة بنوع من المعنى ، يدلك على الأصل في ملك قول الشاعر قيس بن الخطيم : [ الطويل ] :

ملكتُ بها كفّي فأنهرتُ فَتْقَها( {[59]} ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وهذا يصف طعنة فأراد شددت ، ومن ذلك قول أومن بن حجر : [ الطويل ] .

فملَّكَ بالليطِ تحتَ قشرِها . . . كغرقىء بيضٍ كنَّه القيضُ من علِ( {[60]} )

أراد شدد ، وهذا يصف صانع قوس ترك من قشرها ما يحفظ قلب القوس ، والذي مفعول وليس بصفة لليط ، ومن ذلك قولهم : إملاك المرأة وإملاك فلان إنما هو ربط النكاح ، كما قالوا : عقدة النكاح ، إذ النكاح موضع شد وربط ، فالمالك للشيء شادّ عليه ضابط له ، وكذلك الملك ، واحتج من قرأ «ملك » بأن لفظة «ملك » أعم من لفظة «مالك » إذ كل ملك مالك وليس كل مالك ملكاً ، والملك الذي يدبر المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك . وتتابع المفسرون على سرد هذه الحجة وهي عندي غير لازمة ، لأنهم أخذوا اللفظتين مطلقتين لا بنسبة إلى ما هو المملوك وفيه الملك . فأما إذا كانت نسبة الملك هي نسبة المالك فالمالك أبلغ ، مثال ذلك أن نقدر مدينة آهلة عظيمة ثم نقدر لها رجلاً يملكها أجمع أو رجلاً هو ملكها فقط إنما يملك التدبير والأحكام ، فلا شك أن المالك أبلغ تصرفاً وأعظم ، إذ إليه إجراء قوانين الشرع فيها ، كما لكل أحد في ملكه ، ثم عنده زيادة التملك ، وملك الله تعالى ليوم الدين هو على هذا الحد ، فهو مالكه وملكه ، والقراءتان حسنتان .

وحكى أبو علي في حجة من قرأ «مالك يوم الدين » أن أول من قرأ «ملك يوم الدين » مروان بن الحكم وأنه قد يدخل في المالك ما لا يدخل في الملك فيقال مالك الدنانير ، والدراهم ، والطير ، والبهائم ، ولا يقال ملكها ، ومالك في صفة الله تعالى يعم ملك أعيان الأشياء وملك الحكم فيها ، وقد قال الله تعالى : { قل اللهم مالك الملك }( {[61]} ) [ آل عمران : 26 ] .

قال أبو بكر : «الأخبار الواردة تبطل أن أول من قرأ » ملك يوم الدين «مروان بن الحكم بل القراءة بذلك أوسع ولعل قائل ذلك أرد أنه أول من قرأ في ذلك العصر أو البلد ونحوه »( {[62]} ) .

قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : وفي الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما قرؤوا «ملك يوم الدين » بغير ألف ، وفيه أيضاً أنهم قرؤوا «مالك يوم الدين » بألف .

قال أبو بكر : والاختيار عندي «ملك يوم الدين » لأن «الملك » و «الملك » يجمعهما معنى واحد وهو الشد والرّبط كما قالوا ملكت( {[63]} ) العجين أي شددته إلى غير ذلك من الأمثلة ، والملك أفخم وأدخل في المدح ، والآية إنما نزلت بالثناء والمدح لله سبحانه ، فالمعنى أنه ملك الملوك في ذلك اليوم ، لا ملك لغيره .

قال : والوجه لمن قرأ «ملك » أن يقول : إن المعنى أن الله تعالى يملك ذلك اليوم أن يأتي به كما يملك سائر الأيام لكن خصّصه بالذكر لعظمه في جمعه وحوادثه .

قال أبو الحسن الأخفش( {[64]} ) : «يقال » ملك «بين الملك ، بضم الميم ، ومالك بين » المِلك «و » المَلك «بفتح الميم وكسرها( {[65]} ) ، وزعموا أن ضم الميم لغة في هذا المعنى ، وروى بعض البغداديين في هذا الوادي » مَلك «و » ملك «و » مِلك «بمعنى واحد » .

قال أبو علي : «حكى أبو بكر بن السراج عن بعض من اختار القرءة ب » ملك «أن الله سبحانه قد وصف نفسه بأنه مالك كل شيء بقوله ( رب العالمين ) فلا فائدة في قراءة من قرأ مالك لأنها تكرير » .

قال أبو علي ولا حجة في هذا ، لأن في التنزيل أشياء على هذه الصورة ، تقدم العام ثم ذكر الخاص ، كقوله تعالى : { هو الله الخالق البارىء المصور }( {[42]} ) [ الحشر : 24 ] فالخالق يعم وذكر { المصور } لما في ذلك من التنبيه على الصنعة ووجوه الحكمة ، وكما قال تعالى : { وبالآخرة هم يوقنون } [ البقرة : 4 ] بعد قوله : { الذين يؤمنون بالغيب }( {[43]} ) [ البقرة : 3 ] والغيب يعم الآخرة وغيرها ولكن ذكرها لعظمها ، والتنبيه على وجوب اعتقادها ، والرد على الكفرة الجاحدين لها ، وكما قال تعالى : { الرحمن الرحيم } فذكر الرحمن الذي هو عام ، وذكر الرحيم بعده لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى : { وكان بالمؤمنين رحيماً }( {[44]} ) [ الأحزاب : 43 ] .

قال القاضي أبو محمد عبد الحق : وأيضاً : فإن الرب يتصرف في كلام العرب بمعنى الملك كقوله : [ الطويل ] .

( ومن قبل ربتني فضعت ربوب ) ( {[45]} ) . . . وغير ذلك من الشواهد ، فتنعكس الحجة على من قرأ «مالك يوم الدين » والجر في «ملك » أو «مالك » على كلتا القراءتين هو على الصفة للاسم المجرور قبله ، والصفات تجري على موصوفيها إذا لم تقطع عنهم لذم أو مدح ، والإضافة إلى { يوم الدين } في كلتا القراءتين من باب يا سارق الليلة أهل الدار ، اتسع في الظرف فنصب نصب المفعول به ، ثم وقعت الإضافة إليه على هذا الحد ، وليس هذا كإضافة قوله تعالى :{ وعنده علم الساعة }( {[46]} ) [ الزخرف : 85 ] ، لأن الساعة مفعول بها على الحقيقة ، أي إنه يعلم الساعة وحقيقتها ، فليس أمرها على ما الكفار عليه من إنكارها .

قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وأما على المعنى الذي قاله ابن السراج من أن معنى «مالك يوم الدين » أنه يملك مجيئه ووقوعه ، فإن الإضافة إلى اليوم كإضافة المصدر إلى الساعة ، لأن اليوم على قوله مفعول به على الحقيقة ، وليس ظرفاً اتسع فيه .

قال أبو علي : ومن قرأ «مالك يوم الدين » فأضاف اسم الفاعل إلى الظرف المتسع فيه فإنه حذف المفعول من الكلام للدلالة عليه تقديره مالك يوم الدين الاحكام ، ومثل هذه الآية في حذف المفعول به مع الظرف قوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }( {[47]} ) [ البقرة : 185 ] فنصب { الشهر } على أنه ظرف والتقدير فمن شهد منكم المصر في الشهر ، ولو كان الشهر مفعولاً للزم الصوم للمسافر ، لأن شهادته لشهر كشهادة المقيم ، وشهد يتعدى إلى مفعول يدل على ذلك قول الشاعر : [ الطويل ] .

ويوماً شهدناه سليماً وعامرا *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ( {[48]} )

والدين لفظ يجيء في كلام العرب على أنحاء ، منها الملة . قال الله تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام }( {[49]} ) [ آل عمران : 19 ] إلى كثير من الشواهد في هذا المعنى ، وسمي حظ الرجل منها في أقواله وأعماله واعتقاداته ديناً ، فيقال فلان حسن الدين ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه في قميص عمر الذي رآه يجره : «قيل : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : الدين »( {[50]} ) وقال علي بن أبي طالب : «محبة العلماء دين يدان به » . ومن أنحاء اللفظة الدين بمعنى العادة : فمنه قول العرب في الريح : «عادت هيف لأديانها »( {[51]} ) ومنه قول امرىء القيس : [ الطويل ]

كدينك أمّ الحويرثِ قبلَها *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . ( {[52]} )

ومنه قول الشاعر : [ المثقب العبدي ] [ الوافر ] :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أهذا دينه أبداً وديني( {[53]} )

إلى غير من الشواهد ، يقال دين ودينة أي عادة .

ومن أنحاء اللفظة : الدين سيرة الملك وملكته( {[54]} ) ، ومنه قول زهير : [ البسيط ] .

لئن حَلَلْتَ بجوٍّ في بني أسد . . . في دين عمروٍ وحالتْ بينَنَا فَدَكُ( {[55]} )

أراد في موضع طاعة عمرو وسيرته ، وهذه الأنحاء الثلاثة لا يفسر بها قوله { ملك يوم الدين } . ومن أنحاء اللفظة الدين الجزاء ، فمن ذلك قول الفند الزماني( {[56]} ) : [ شهل بن شيبان ] [ الهزج ] .

ولم يبق سوى العدوا . . . ن دنّاهم كما دانوا

أي جازيناهم . ومنه قول كعب بن جعيل( {[57]} ) : [ المتقارب ] .

إذا ما رمونا رميناهمُ . . . ودناهمُ مثل ما يقرضونا

ومنه قول الآخر : ( {[58]} )

واعلمْ يقيناً أنّ ملكَكَ زائلٌ . . . واعلمْ بأنَّ كما تدينُ تدانُ

وهذا النحو من المعنى هو الذي يصلحُ لتفسير قوله تعالى : { ملك يوم الدين } أي يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها ، كذلك قال ابن عباس ، وابن مسعود ، وابن جريج ، وقتادة وغيرهم .

قال أبو علي : يدل على ذلك قوله تعالى : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت }( {[59]} ) [ غافر : 17 ] ، و { اليوم تجزون ما كنتم تعملون }( {[60]} ) [ الجاثية : 28 ] . وحكى أهل اللغة : دنته بفعله ديناً بفتح الدال وديناً بكسرها جزيته ، وقيل الدين المصدر والدين بكسر الاسم .

وقال مجاهد : { ملك يوم الدين } أي يوم الحساب ، مدينين محاسبين وهذا عندي يرجع إلى معنى الجزاء . ومن أنحاء اللفظة الدين الذل ، والمدين العبد ، والمدينة الأمة ، ومنه قول الأخطل : ( {[61]} )

رَبَتْ وَرَبَا في حِجْرِها ابنُ مدينةٍ . . . تراه على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُ

أي ابن أمة ، وقيل بل أراد ابن مدينة من المدن ، الميم أصلية ، ونسبه إليها كما يقال ابن ماء وغيره . وهذا البيت في صفة كرمة فأراد أن أهل المدن أعلم بفلاحة الكرم من أهل بادية العرب . ومن أنحاء اللفظة الدين السياسة ، والديان السائس ، ومنه قول ذي الأصبع( {[62]} ) الحدثان بن الحارث : [ البسيط ] .

لاهِ ابنِ عمّك لا أفضلتَ في حسبٍ . . . يوماً ولا أنتَ دياني فتخزوني

ومن أنحاء اللفظة الدين الحال .

قال النضر بن شميل( {[63]} ) : «سألت أعرابياً عن شيء فقال لي لو لقيتني على دين غير هذه لأخبرتك » . ومن أنحاء اللفظة الدين الداء ، عن اللحياني( {[64]} ) وأنشد : [ البسيط ]

ما دين قلبك من سلمى وقد دينا( {[65]} ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : أما هذا الشاهد فقد يتأول على غير هذا النحو ، فلم يبق إلا قول اللحياني .


[42]:- من الآية(24) من سورة (الحشر).
[43]:- (الذين يؤمنون بالغيب): من الآية (3)- و(بالآخرة هم يوقنون): من الآية (4) من سورة البقرة.
[44]:- من الآية (43) من سورة (الأحزاب).
[45]:- تقدم الكلام على هذا البيت، والرواية السابقة: (وقبلك ربتني فضعت ربوب) انظر ص102.
[46]:- من الآية (85) من سورة (الزخرف).
[47]:- من الآية (185) من سورة (البقرة). وشهد لها ثلاثة معان: الإخبار، نحو شهد فلان عند الحاكم بكذا، أي أخبره به- والعلم، نحو: [وهو على كل شيء شهيد]- والحضور، نحوك [فمن شهد منكم الشهر فليصمه]، والمراد به الاحتراز من المسافر، فإنه لا يجب عليه الصوم، فهي هنا بمعنى حضر لا بمعنى شاهد ورأى، إذ لا دلالة للآية على اعتبار الرؤية في الصوم، وإنما الذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته) الخ.
[48]:- تمامة: (قليلا سوى الطعن النهال نوافله)، ذكر الأمير على المغني أنه لرجل من بني عامر، ولم يقف على قائله، والنهال صفة تطلق على الرماح. والنوافل الغنائم، وهي مرفوعة بقليلا، وقوله: شهدناه: أي شهدنا فيه. ويرى المرصفي في شرح "الكامل" للمبرد: أن صواب الرواية (سوى طعن النهال) بحذف الألف واللام.
[49]:- من الآية (19) من سورة (آل عمران).
[50]:- رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري في مبحث الرؤيا.
[51]:- ريح حارة تيبس النبات، وتعطش الحيوان، وتنشف المياه، وما ذكره المؤلف هو مثل من أمثال العرب.
[52]:- هذا من معلقة امرئ القيس، وتمامه: وجارتها أم الرباب بمأسل.
[53]:- أوله: تقول إذا درأت لها وضيني. والوضين: بطان عريض منسوج يشد به الرجل على البعير.وقائل البيت المثقب العبدي يذكر ناقته، وبعد البيت: أكل الدهر حل وارتحال؟ أما يبقي علي وما يقيني؟
[54]:- يريد مملكته.
[55]:- قائله زهير بن أبي سلمى المزني، من جملة قصيدة طويلة قالها لما استاق بعض بني أسد إبله وراعيه يسارا. و(فدك) قرية بخيبر، وقيل: بل قرية بناحية الحجاز فيها عين ونخيل.
[56]:- اسمه أشهل بن شيبان بن ربيعة، وهو شاعر جاهلي، كان أحد فرسان ربيعة المشهورين وقبل البيت: فلما ــصرح الـــــشر *** فأمسى وهو عريان ولم يبق سوى العدوا *** ن دناهم كـما دانـوا قال ذلك في حرب البسوس.
[57]:- هو ابن قمير (تصغير قمر) بن ثعلبة. شاعر إسلامي، كان في زمان معاوية رضي الله عنه.
[58]:- في مجاز القرآن لأبي عبيدة منسوب إلى ابن نفيل، وفي لسان العرب: - قال خويلد ابن نفيل الكلابي للحارث بن أبي شمر الغساني، وكان قد اغتصب ابنته: يا حار أيقن أن ملكك زائل *** واعلم بأن كما تدين تدان
[59]:- من الآية (17) من سورة غافر.
[60]:- من الآية (28) من سورة الجاثية.
[61]:- هو غياث بن غوث التغلبي النصراني، أبو مالك ، كان شاعرا مواليا لبني أمية، والمسحاة المجرفة، والجمع المساحي.
[62]:- هو ذو الإصبع العدواني- ودياني: سائسي- فتخزوني: فتسوسني.
[63]:- هو أبو الحسن محب الخليل، وأخذ عنه، عرف بالحفظ، ونقد الرواة وأرباب السير وله كتاب: "الصفات"، كان ثقة، صاحب فقه وشعر ورواية للحديث، ومعرفة بأيام العرب. توفي سنة (204هـ).
[64]:- هو أبو الحسن علي بن مبارك، كان من أكابر أهل اللغة، أخذ عنه القاسم بن سلام، ولقب باللحياني لعظم لحيته وكبرها، وأخذ عن الكسائي، وأبي زيد، وأبي عمرو الشيباني، وله النوادر المشهورة.
[65]:- لم نقف على قائله، ويشبهه قول الأشهب بن رميلة يمدح اسحق بن البراء الأنصاري: ألا يا دين قلبك من سُليمى كما كنت قد تلقى من سعادا إلى آخر القصيدة. ومعنى: 'يا دين قلبك) يا داء قلبك، أو يا عادة قلبك. ومعنى (وقد دينا): أي "حمل على ما يكره".