محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

{ مالك يوم الدين 4 } .

قرأ عاصم والكسائي بإثبات ألف { مالك } والباقون بحذفها . قال الزمخشري : ورجحت قراءة { ملك } لأنها قراءة أهل الحرمين ، وهم أولى الناس بأن يقرؤوا القرآن غضا طريا كما أنزل ، وقراؤهم الأعلون رواية وفصاحة . ولقوله تعالى : { لمن الملك اليوم } {[372]} / فقد وصف ذاته بأنه الملك يوم القيامة . والقرآن يتعاضد بعضه ببعض ، وتتناسب معانيه في المواد . وثمة مرجحات أخرى .

وقال بعضهم : إن قراءة { مالك } أبلغ ، لأن الملك هو الذي يدبر أعمال رعيته العامة ، ولا تصّرف له بشيء من شؤونهم الخاصة . وتظهر التفرقة في عبد مملوك في مملكة لها سلطان ، فلا ريب أن مالكه هو الذي يتولى جميع شؤونه دون سلطانه . ومن وجوه تفضيلها : إنها تزيد بحرف ، ولقارئ القرآن بكل{[373]} حرف عشر حسنات كما رواه الترمذي عن ابن مسعود بإسناد صحيح وكلاهما صحيح متواتر في السبع .

و { الدين } الحساب والمجازاة بالأعمال . ومنه : " كما تدين تدان " أي : مالك أمور العالمين كلها في يوم الدين . وتخصيصه بالإضافة إما لتعظيمه وتهويله ، أو لبيان تفرده تعالى بإجراء الأمر وفصل القضاء فيه .


[372]:[40/ غافر / 16] ونصها: {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار 16}.
[373]:أخرجه الترمذي في: 42 ـ كتاب ثواب القرآن، 16 ـ باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر. عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).