تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

{ مُلك } { مالك } أخذا من الشدة ، ملكت العجين عجنته بشدة ، أو من القدرة . ( ملكت بها كفي فأنهرت فتقها *** )

فالمالك من اختص ملكه ، والملك من عم ملكه ، وملك يختص بنفوذ الأمر ، والمالك يختص بملك الملوك ، والملك أبلغ لنفوذ أمره على المالك ، ولأن كل ملك مالك ولا عكس ، أو المالك أبلغ لأنه لا يكون إلا على ما يملكه ، والملك يكون على من لا يملكه كملك الروم والعرب ، ولأن الملك يكون على الناس وحدهم والمالك يكون مالكاً للناس وغيرهم ، أو المالك أبلغ في حق الله تعالى من ملك ، وملك أبلغ في الخلق من مالك ، إذ المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك بخلاف الرب سبحانه وتعالى . { يوم } أوله الفجر ، وآخره غروب الشمس ، أو هو ضوء يدوم إلى انقضاء الحساب . { الدين } الجزاء أو الحساب ، ويستعمل الدين في العادة والطاعة ، وخص الملك بذلك اليوم إذ لا ملك فيه سواء ، أو لأنه قصد ملكه للدنيا بقوله { رب العالمين } فذكر ملك الآخر ليجمع بينهما .