تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

الآية 4 : [ وقوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) ]{[53]}أجمع [ على ]{[54]} أن قوله : ( مالك يوم الدين ) أنه يوم الحساب والجزاء . وعلى ذلك القول ( أإنا لمدينون ) [ الصافات : 53 ] وقوله تعالى : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) [ النور : 25 ] وهو الجزاء . ومن ذلك [ قول ]{[55]} الناس : ( كما تدين تدان ) .

وجائز أن يكون : ( مالك يوم الدين ) على جعل ذلك اليوم لما يدان اليوم ؛ إذ يظهر حقيقته وعظم مرتبته وجليل موقعه عند ربه .

وفي الآية دلالة وصف الرب بملك ما ليس بموجود لوقت الوصف بملكه ، وهو يوم القيامة . ثبت أن الله تعالى بجميع ما يستحق الوصف به يستحقه{[56]} بنفسه لا بغيره . ولذلك قلنا نحن : هو خالق لم يزل ، وجواد لم يزل ، وسميع لم يزل ، وإن كان ما عليه{[57]} وقع ذلك لم يكن . وكذلك نقول : هو رب كل شيء ، وإله كل شيء في الأزل ، وإن كانت الأشياء غير حادثة كما قال ( مالك يوم الدين ) اليوم{[58]} ، وإن كان اليوم بعد غير حادث ، وبالله التوفيق .


[53]:- من ط ع، في الأصل و ط م: ثم.
[54]:- من ط م.
[55]:- من ط م و ط ع.
[56]:- من ط م، في الأصل و ط ع: يستحق.
[57]:- من ط م و ط ع، في الأصل: قبله.
[58]:- ساقطة من ط م.