تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

{ ملك يوم الدين } قال قتادة : يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم . قال محمد : معنى { الدين } في اللغة : الجزاء ، ومن كلام العرب : دنته بما صنع ، أي جازيته{[7]} .

قال يحيى : من قرأ { ملك }{[5]} فهو من باب : الملك ، يقول : هو ملك ذلك اليوم{[6]} .

وأخبرني بحر السقاء ، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرءونها : { مالك يوم الدين } بكسر الكاف ، وتفسيرها على هذا المقراء : مالكه الذي يملكه .

وقرأ بعض القراء : " مالك " بفتح الكاف{[7]} يجعله نداء ، يا مالك يوم الدين .


[5]:فقرأ: "ملك" السبعة ما عدا عاصم والكسائي. انظر: سراج القارئ على الشاطبية (ص31).
[6]:اعلم أنه اختلف العلماء أيما أبلغ: ملك أو مالك؟ والقراءتان مرويتان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبى بكر، وعمر، ذكرهما الترمذي، فقيل: ملك أعم وأبلغ من مالك، إذ كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكا؛ ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه، حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك، قاله أبو عبيدة، والمبرد، وقيل: مالك أبلغ؛ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم، فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم، إذ عليه إجراء قوانين الشيء، ثم عنده زيادة التملك. انظر: تفسير القرطبي (1/122) وقال أبو حاتم: إن "مالكا" أبلغ في مدح الخالق من ملك، و"ملك" أبلغ في مدح المخلوقين من مالك، والفرق بينهما أن الملك من المخلوقين قد يكون غير ملك، وإذا كان الله تعالى 'مالكا' كان مالكا، واختار هذا القول القاضي أبو بكر بن العربي. انظر: تفسير القرطبي (1/122).
[7]:عزاه الشيخ القرطبي لمحمد بن السميقع. انظر: القرطبي (1/121).