اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

{ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ }

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

قوله تعالى : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ }

يجوزُ أنْ يكونَ صِفَةً أيضاً ، أوْ بَدَلاًَ ، وإن كان البدلُ بالمشتقِّ قليلاً ، وهو مُشْتَقٌّ من " المَلْك " - بفتح الميم - وهو : الشَّدُّ والرَّبْطُ ، قال الشاعرُ في ذلك : [ الطويل ]

49 - مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا- *** -يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا{[214]}

ومنه : إِمْلاَكُ العَرُوسِ ؛ لأنّه عَقْدٌ ، ورَبْطٌ ، لِلنِّكَاحِ .

وقُرِئََ{[215]} : " مَالِك " بالألَفِ .

قال الأَخْفَش{[216]} - رحمه الله تعالى - يُقال : مَلِك بَيِّنُ المُلْكِ - بضم الميم ، و " مَالِك " من " الِمَلْكِ " بفتح الميم وكسرها .

ورُويَ ضمُّها - أيضاً - بهذا المعنى .

وروي عن العربِ : " لِي في هَذَا الوَادي مَلْكٌ ومُلْكٌ ومِلْكٌ " مُثَلَّثُ الفاء ، ولكن المعروفَ الفرقُ بَيْنَ الأَلْفَاظِ الثَّلاثَةِ :

فالمفْتُوحُ : الشَّدُّ والرَّبْط .

والمضْمُومُ : هو القَهْرُ والتسلُّطَ على من يتأتّى منه الطاعَةُ ، ويكون باسْتِحْقَاقٍ وغَيْرِه ، والمقصور : هو التّسَلُّطَ عَلَى مَنْ يتأتّى منه الطاعة ومَنْ لا يتأتى منه ، ولا يكونُ إلاَّ باستحقاقٍ ؛ فيكونُ بَيْنَ المقصورِ والمضمُُومِ عمومٌ وخُصوصٌ من وجه .

وقال الرَّاغِبُ{[217]} : المِلْكُ أي " بالكَسْرِ " كالجِنْسُ للملك ، أَي " بالضَّم " فكُلُّ مِلْكٍ " بالكسر " ملك ، وليس كُلُّ ملكٍ مِلْكاً ، فعلى هذا يكُونُ بينهما عُمُومٌ وخُصُوصٌ مُطْلَقٌ ، وبهذا يُعْرَفُ الفرقُ بين ملك ومالك ، فَإِنَّ ملكاً مأْخُوذَةٌ مِنْ المُلْكِ بالضمِ ومالِكاً مأخوذ من المِلك " بالكَسْرِ " وقيل : إنَّ الفرقَ بينهما : أَنَّ المَلِكَ : اسْمُ كُلِّ مَنْ يَمْلِكُ السياسة ، إِمَّا في نَفْسِه ، بِالتمكُّنِ مِنْ زمامِ قواه وصرفها عَنْ هَوَاهَا .

وإِمَّا في نَفْسِهِ وفي غَيْرِهِ ، سَوَاءٌ تولى ذلك أَوْ لَمْ يتولّ .

وقد رَجَّحَ كُلُّ فَرِيقٍ إِحْدَى القِرَاءَتَيْنِ على الأُخْرَى تَرْجِيحاً يكادُ يسقط القِرَاءَاتِ الأُخْرَى ، وهذا غَيْرُ مَرْضيٍّ ؛ لأنَّ كِلْتَيْهِما مُتَوَاتِرةٌ ، ويدلُّ على ذلك ما رُوِيَ عن ثَعْلَب - رحمه الله تعالى - أنه قال : إِذَا اخْتَلفَ الإِعْرَابُ في القرآن عن السّبعةِ ، لم أُفَضِّلُ إِعْرَاباً على إعراب في القرآنِ ، فإذا خرجتُ إلى كلامِ الناسِ ، فضَّلْتُ الأَقْوَى . نقله أَبُو عَمْرو الزّاهد في " اليَوَاقيت " .

قال أَبُو شَامَة{[218]} - رحمه الله : - قَدْ أَكْثَر المُصَنِّفُونَ في القراءَات والتفاسِيرِ مِنَ التّرْجِيحِ بَيْنَ هَاتَيْنِ القِرَاءَتَيْنِ ، حتى أن بعضهم يبالغ في ذلك إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى ، وليْسَ هذا بِمَحْمُودٍ بعد ثُبُوتِ القِراءَتَيْنِ ، وصحَّةِ اتصافِ الربِّ - سبحانه وتعالى - بهما حتى إني أُصَلِّي بهذه في رَكْعَةٍ ، وبهذه في رَكْعة ، ذكر ذلك عند قَوْلِه تعالى : مَالِك يَوْمِ الدِّين .

وَروَى الحُسَيْنُ بنُ عَليٍّ الجعفي ، وعبدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيدٍ{[219]} ، عَنْ أَبِي عَمْرو{[220]} : " مَلْكِ " بِجَزْمِ اللاَّمِ على النَّعْتِ أيضاً .

وقرأ الأَعْمَش{[221]} ، ومحمدُ بنُ السّميفع{[222]} ، وأَبُو عَبْد الملك{[223]} قاضي الجُنْد : " مَالِكَ " بنصب الكاف على النِّداءِ . روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعض غزواته : يا مالك يوم الدين ، وقُرىء بنصبِ الكَافِ من غير ألف النداء أيضاً ، وهي قراءةُ عَطِيَّةَ بن قَيْس{[224]} ، وقرأ عَوْن العُقَيْلِيُّ{[225]} بالأَلف وَرَفْعِ الكَاف ، على مَعْنَى : " هُوَ مَالِك " .

وقرأ أَبُو حَيْوَة شُرَيح بنُ يَزيد{[226]} : برفع الكافِ مِنْ غَيْر أَلِف .

وقرأَ يَحْيَى بنُ يَعْمُر{[227]} " مالك " بالإمالة والإضجاع البليغ . وقرأ أَيُّوبُ السَّخْتيَانِيّ : بَيْنَ الإِمَالةِ والتّفْخِيمِ ، ورواها قُتَيْبَةُ عنِ الكِسَائي{[228]} .

وقرأ الحَسَنُ { مَلَك يَوْمَ الدِّين } على الفِعْلِ ، وهو اختيارُ أَبِي حَنِيفَة - رضي الله تعالى عنه - ورُويتْ أيضاً عَنْ أَبِي حَيْوَة ، ويَحيَى بن يعمر فمما رجحت به قراءة " مَالِكِ " أَنَّها أمْدَحُ ؛ لعُمُومِ إضافَتِه ، إِذْ يُقالُ : " مَالِكُ الجِنِّ ، والإِنْسِ ، والطَّيرِ " ولا يُقالُ : " مَلِك الطّيْرِ " ، وأنشدوا على ذلك : [ الكامل ]

50 - سُبْحَانَ مَنْ عَنَتِ [ الوُجُوهُ ]{[229]} لِوَجْهِهِ- *** -مَلِكِ المُلُوكِ وَمَالِكِ العَفْوِ{[230]}

وقالُوا : فُلاَنُ مَالِك كَذَا ، لِمَنْ يَمْلِكُه ، بخلافِ مَلِك فَإِنَّهُ يُضَافُ إلى غَيرِ المُلُوكِ نحو : " مَلِكِ العَرَب ، والعَجَمِ " ، ولأَنَّ الزيادةَ في البناءِ تَدُلُّ على الزيادَةِ في المعنى ، كما تقدم في " الرحمن " ولأَنَّ ثواب تَالِيها أَكثرُ من ثَوابِ تَالِي " مَلِك " .

ومما رُجِّحَتْ به قراءَةُ " مَلِكِ " ما حكاه الفَارسِيّ{[231]} ، عن ابن السّرَّاجِ{[232]} ، عَنْ بَعْضِهم : أنه وصف [ نَفْسَه ]{[233]} بِأنه مَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ ، بقوله : " رَبِّ العَالَمِينَ " ، فلا فَائِدَةَ في قراءَةِ مَنْ قَرَأَ " مَالِكِ " ؛ لأنها تَكْرَارٌ .

قال أَبُو عَليٍّ : ولا حُجَّةَ فِيه ؛ لأنَّ في التَّنْزِيلِ مِثْلهُ كَثِيرٌ ، يَذْكُرُ العَامَُّ ، ثُمَّ الخَاصُّ ؛ نحو :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ }[ الحشر : 24 ] .

وقال أَبُو حَاتم{[234]} : " مَالِكِ " أَبْلَغُ في مَدْحِ الخَالِقِ ، و " مَلِكِ " أَبْلَغ في مَدْحِ المَخْلُوقِ ، والفرق بَيْنَهُمَا : أَنَّ المَالِكَ مِنَ المخلوقين قد يَكُونُ غيرَ مَلِكٍ ، وإذا كَانَ اللهُ - تعالى - مَلِكاً كان مالكاً [ أيضاً ]{[235]} واختاره ابنُ العَرَبيِّ .

ومِنْهَا : أَنَّها أَعَمُّ إذ تُضَافُ للمملوكِ وغَيْرِ المَمْلُوكِ ، بخلاف " مَالِكِ " فإنه لا يُضَاف إلاَّ لِلْمملوكِ كما تقدم ، ولإشْعَارِه بالكثرةِ ، ولأنه تَمدَّحَ تعالى - بقوله تعالى - " مَالِكِ المُلْكِ " ، وبقوله تعالى :{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ }[ آل عمران : 26 ] ، ومَلِكٌ مأخوذٌ منه [ كما تقدّم ، ولم يتمدح ب " مالك المِلْك " بكسر الميم الذي " مالك " مأخوذ منه ]{[236]} .

وقال قَوْمٌ : " مَعْنَاهُمَا : واحِدٌ ؛ مثلُ : فَرِهِين وفَارِهِين ، وحَذِرِين وحَاذِرِين " .

ويُقالُ : المَلِكِ والمالِكِ : هو القَادِرُ على اختراع الأعيان من العَدَمِ إلى الوجود ، ولا يَقْدِرُ عليه أحد غير الله تعالى .

وجمع " مَالِكِ " : مُلاَّك ومُلَّك ، وجَمْعُ " مَلِك " : أَمْلاَك ومُلُوك .

وقُرِئ{[237]} : " مَلْك " بسكون اللاّم ، ومنه قول الشاعر : [ الوافر ]

51- وَأَيَّامٍ لَنَا غُرٍّ طوَالٍ *** عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا{[238]}

كما يُقالُ : فَخِذٌ وفَخْذٌ ، وجَمْعُه على هذا : أَمْلُك ومُلُوك ، قاله مَكِّيٌّ رحمه الله .

و " مَلِيك " ، ومنه : الكامل

52 - فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ فَإِنَّمَا- *** -قَسَمَ الخَلاَئِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَا{[239]}

و " مَلَكي " بالإشْبَاعِ ، وتُرْوَى عن نَافِع{[240]} - رحمه الله - .

إذا عُرِفَ هذا فيكونُ " مَلِك " نعتاً لله - تعالى - ظاهراً ، فإنه معرفة بالإضافة .

وأما " مَالِك " فإِنْ أُرِيدَ به مَعْنَى المُضِيّ ، فجعلُه نَعْتاً واضِحٌ أيضاً ؛ لأن إضافَتَه مَحْضَة{[241]} فيتعرَّفُ بها ، ويُؤيّد كونَهُ ماضِيَ المَعْنَى قِراءةُ من قرأ{[242]} : { مَلَكَ يَوْمَ الدِّينِ } فجعل " مَلَك " فِعْلاً مَاضِياً ، وإن أُرِيد به الحالُ ، أو الاستقبالُ [ فَيُشْكِلُ ؛ لأنه : إِمَّا أنْ يُجْعَلَ نعتاً لله ، ولا يجوزُ ؛ لأنَّ إضافَةَ اسمِ الفَاعِلِ بمعنى الحالِ ، أو الاستقبال ]{[243]} غَيْرُ محضةٍ{[244]} ، فلا يُعرف{[245]} ، وإذا لم يتعرّفْ ، فلا يكون نعتاً لمعرفةٍ ؛ لما عرفت فيما تقدم من اشتراط الموافقة تَعْرِيفاً وتنكيراً .

وإِمَّا أنْ يُجعَلَ بَدَلاً ، وهو ضَعيفٌ ، لأن البدل بالمشتقاتِ نادِرٌ كما تقدم .

والذي يَنْبَغِي أَنْ يُقالَ : إنه نعتٌ على مَعْنَى أنَّ تَقْييدَهُ بالزمانِ غَيْرُ مُعْتَبرٍ ؛ لأَنّ الموصوفَ إِذَا عُرِّفَ بِوَصْفٍ كان تقْييدُه بزمانٍ غير معتبرٍ ، فكان المعنى - والله أعلم - أنه متَّصِفٌ بمالك يوم الدِّين مطلقاً من غير نظر إِلَى مُضِيٍّ وَلاَ حَالٍ ، ولاَ اسْتِقبالٍ ، وهذا مَالَ إلَيهِ الزمخشريُّ رحمه الله تعالى .

وإضافَةُ " مَالِكِ " و " مَلِكِ " إلى " يَوْمِ الدِّينِ " مِنْ بابِ الاتِّساعِ ؛ إذْ متعلّقُهما غيرُ اليومِ ، والتقديرُ : مَالِكِ الأَمْرِ كُلِّهِ يَوْم الدِّينِ .

ونظيرُ إِضَافَةِ " مَالِكٍ " إلى الظَّرْفِ - هُنَا - نَظِيرُ إِضَافَةِ " طَبّاخٍ " إلى " ساعات " في قول الشاعر : [ الرجز ]

53 - رُبَّ ابْنِ عَمِّ لِسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ- *** -طَبَّاخِ سَاعَاتِ الكَرَى زَادَ الكَسِلْ{[246]}

إِلاَّ أَنَّ المَفْعُولَ في البيت مَذْكُورٌ - وهو " زادَ الكَسِلْ " ، وفي الآية الكريمةِ غيرُ مذكورٍ ؛ للدلاَلةِ علَيه .

ويجوزُ أَنْ يكونَ الكَلاَمُ [ على ظاهِرِه ]{[247]} من غيرَ تَقْديرِ حَذْفٍ .

ونسْبَةُ " المِلْك " و " المُلْك " إلى الزمان في حَقِّ اللهِ - تعالى - غَيْرُ مُشْكِلَةٍ ، ويُؤيِّدُه ظاهرُ قِرَاءَةِ مَنْ قَرأ : { مَلَكَ يَوْمَ الدّين } فِعْلاً ماضياً ، فإن ظاهِرَهَا كونُ " يَوْمَ " مَفْعُولاً به والإضافةُ على مَعْنَى " اللامِ " ، لأَنَّها الأصل .

ومِنْهم مَنْ جعلها في هذا النحو على معنى " في " مُسْتَنِداً إلَى ظاهِرِ قَولِه تبارك وتعالى :{ بَلْ مَكْرُ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ } [ سبأ : 33 ] قال{[248]} : المعنى " مَكْرٌ في اللَّيْلِ " إذ اللَّيلُ لاَ يُوصَفُ بالمكرِ ، إنما يُوصَفُ بِه العُقَلاَءُ ، فالمَكْرُ واقِعٌ فيه .

والمشهورُ أَنَّ الإضافَةَ : إِمَّا على معنى " اللامِ " وإما على مَعْنى [ مِنْ ]{[249]} ، وكونُها بمعنى " في " غَيْرُ صَحِيحٍ .

وأَمَّا قولُه تعالى : " مَكْرُ اللَّيْلِ " فلا دَلاَلَةَ فِيه ؛ لأنَّ هذا من بَابِ البَلاَغَةِ ، وهو التَّجوزُ في أَنْ جَعَلَ ليلهم ونهارهم ماكِرَيْنِ مبالغةً في كَثْرة وقوعه منهم فيهما ؛ فهو نَظيرُ قَوْلِهِمْ : نَهَارُهُ صَائِم ، ولَيْلُهُ قَائِم ؛ وقول الشاعر في ذلك البيت : [ البسيط ]

54 - أَمَّا النَّهَارُ فَفِي قَيْدٍ وَسِلْسِلَةٍ- *** -وَاللَّيْلُ فِي بَطْنِ مَنْحُوتٍ مِنَ السَّاجِ{[250]}

لما كانت هذه الأشياءُ يكْثُر وقُوعها في هذه الظروفِ ، وَصَفُوهَا بها مُبَالغةً في ذلك ، وهو مَذْهَبٌ حَسَنٌ مَشْهُورٌ في كَلاَمِهِمْ .

و " اليَوْمُ " لُغَةً : القِطْعَةُ مِنَ الزَّمَانِ ، أيَِّ زَمَنٍ كَان مِنْ لَيْلٍ وَنَهار ؛ قال اللهُ تبارك وتعالى :{ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ }[ القيامة :29 و30 ] وذلك كنايةٌ عن احتضار الموتى ، وهو لا يختَصُّ بِلَيْلٍ ولا نَهَار . وأما في العُرْف : فهو من طُلُوعِ الفَجْرِ إلى غُرُوبِ الشمس .

وقال الرَّاغِبُ : " اليوم " يُعَبَّرُ به عن وَقْتِ طُلُوعِ الشمسِ إلى [ غُرُوبِها ]{[251]} .

وهذا إنَّما ذكرُوهُ في النَّهارِ لا في اليَومِ ، وجعلوا الفرقَ بينهما ما ذكرتُ ، وقد يُطْلَقُ اليوم على السَّاعَةِ ، قال تبارك وتعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }[ المائدة : 3 ] ، وربما عُبِّرَ عَنِ الشِّدَّةِ باليوم ، يُقالُ يَوْمٌ أَيَوْمُ ؛ كما يُقالُ : لَيْلَةٌ لَيْلاَءُ . ذكره القُرْطُبِيُّ رحمه الله تعالى . و " الدِّينِ " مضافٌ إِلَيه أَيْضاً ، والمرادُ به - هنا - الجَزَاءُ ؛ ومنه قولُ الشاعر : [ الهزج ]

55 - وَلَمْ يَبْقَ سِوَى العُدْوَا- *** -نِ دِنَّاهُمْ كَمَا دَانُوا{[252]}

أي : جَازيْنَاهُمْ كما جَازَوْنَا .

وقال آخَرُ في ذلك : [ الكامل ]

56 - وَاعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ مُلْكَكَ زَائلٌ- *** -وَاعْلَمْ بَأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ{[253]}

ومثله : [ المتقارب ]

57 - إِذَا مَا رَمَوْنَا رَمَيْناهُمُ- *** -وَدِنَّاهُمْ مِثْلَ مَا يَقْرِضُونا{[254]}

ومثله [ الطويل ]

58 - حَصَادَكَ يَوْمَاً مَا زَرَعْتَ وإِنَّما- *** -يُدانُ [ الفَتَى ]{[255]} يَوْماً كَمَا هُوَ دَائِنُ{[256]}

وقال ابنُ عباسٍ - رضي الله تَعَالَى عنهما - ومُقاتِلٌ والسُُّدِّيُّ : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ } : قَاضِي يَوْمِ الحِسَابِ ؛ قال تعالى : { ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [ التوبة : 36 ] . أي : الحسابُ المستقيمُ .

وقال قَتَادَةُ : " الدِّين : الجَزَاءُ ويقعُ على الجزاءِ في الخَيْرِ والشَّرِّ جمِيعاً " .

وقال مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِي{[257]} : " مَالِكِ يَوْمِ الدِّين ، يوم{[258]} لا ينفعُ فيه إلاّ الدِّين " .

وقيل : الدين القَهْرُ : يُقالُ : دِنْتُهُ فَدَانَ أي : قَهَرْتُهُ فذلّ .

وقيل : الدينُ الطاعَةُ ؛ ومنه : " وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً " ، أَيْ : طَاعَةً ، وله مَعَانٍ أُخَرُ : العادَةُ ؛ كقولِه هذا البيت : [ الطويل ]

59 - كَدِينِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرثِ قَبْلَهَا- *** -وَجَارَتِهَا أُمِّ الرِّبابِ بمَأْسَلِ{[259]}

أَيْ : كَعَادَتِكِ . ومثله : [ الوافر ]

60 - تَقُولُ وَقَدْ دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي- *** -أَهَذَا دِينُهُ أَبَداً وَدِينِي{[260]}

ودَانَ : عَصَى وأطاعَ : وذَلَّ وعَزَّ ، فهو من الأضدَادِ [ قاله ثعلب ]{[261]} .

والقضاءُ ؛ ومنه قولُه تبارك وتعالى :{ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } [ النور : 2 ] ، أَيْ : في قَضَائِهِ وحُكْمِه .

والحَالُ ؛ سُئِلَ بعضُ الأعرابِ فقال : " لو كنتُ على دِينٍ غيرِ هذه ، لأَجَبْتُكَ " ، أَيْ : على حَالَةٍ .

والدَّاءُ ؛ ومنه قولُ الشاعرِ في ذلك : [ البسيط ]

61 - يَا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا{[262]}- *** -

ويُقالُ : دِنْتُهُ بفعله أَدِينُه دَيْناً أَدِينُه دَيْناً وَدِيناً - بفتح الدَّال وكَسْرِها في المصدر - أيْ : جَازَيْتُه .

ويُسْتعارُ للملّة والشريعَةِ أيضاً ؛ قال اللهُ تعالى : { أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ }[ آل عمران :83 ] ، يَعْنِي : الاسلامَ ؛ بدليلِ قَوْلِه تَعَالَى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ } [ آل عمران : 85 ] .

ويُقَالُ : دِينَ فُلاَنٌ يُدَانُ إذا حُمِلَ على مَكْروهٍ ، ومنه قِيل للعبدِ : مَدِين ، ولِلأَمَةِ : مَدِينَة .

وقِيل : هو من دِنْتُهُ : إذا جازيته بطاعته ، وجعل بعضُهم " المَدِينَة " مِنْ هذا البابِ قاله الرَّاغِبُ{[263]} ، وسيأتي تحقيقُ هذه اللفظةِ عند ذكرها إِنْ شاء اللهُ تعالى .

وإنما خُصَّ " يوم الدين " بالذكر مع كونِه مالِكاً للأيّام كُلِّها ؛ لأنَّ الأَمْلاَكَ يومئذَ زائِلة ، فلا مُلْكَ ولاَ أَمْرَ إِلاَّ لَه ؛ قال الله تعالى :{ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ }[ الفرقان : 26 ] ، وقال :{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }[ غافر : 16 ] ، وقال تعالى : { وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ }[ الانفطار : 19 ] .

فصل فيمن قرأ بالإدغام هنا

قرأ أَبُو عَمْرو{[264]} - رحمه الله تعالى : - " الرَّحِيم ملك " بإدغام المِيمِ في الميم ، وكذلك يُدْغِمُ كُلَّ حَرْفَينِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ ، أَوْ مَخْرج واحد ، أو [ كانا ]{[265]} قرِيبَي المَخْرج ، سواءٌ كانَ الحرفُ سَاكِناً أَوْ مُتَحَرِّكاً ، إِلاّ أَنْ يَكُونَ الحرفُ الأوَّلُ مُشَدَّداً ، أَوْ مُنَوَّناً ، أَوْ مَنْقُوصاً أَوْ مَفْتُوحاً ، أَوْ تَاءَ الخِطَابِ قبلَه ساكِن في غَيْرِ المِثْلَين ، فإنه لا يدغمها وإدغامُ المتحرك يَكُونُ في الإِدغَامِ الكَبيرِ ، وافَقه حَمْزَة{[266]} من إدغام المتحركِ في قوله تعالى : { بَيَّتَ طَآئِفَةٌ } [ النساء : 81 ] { وَالصَّافَّاتِ صَفَّا فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً } [ الصافات : 1 و 2 و 3 ] ، { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً } [ الذاريات : 1 ] .

وأَدْغَمَ التاءَ فيما بعدَها من الحُرُوف وافَقَهُ حَمْزَةُ بروايةَ رَجَاء{[267]} ، وخَلَف{[268]} ، والكِسَائِي [ في إدغام الساكن وهو إدغام الساكن في المتحرك ]{[269]} إِلاَّ في الراءِ عند اللام ، والدال عند الجيم ، وكذلك لا يُدْغِمُ حَمْزَةُ الدَّالَ عند السين والصاد والزاي ، ولا إدغام لسائر القراء إلاّ في أحرف معدودة .

فصل في كلام القدرية والجبرية

قال ابنُ الخَطِيب{[270]} : قالتِ القدريَّةُ : إن كان خَالِقُ أَفْعالِ العبادِ ، هو الله - تعالى - امتنع القول بالثواب ، والعقاب ، والجزاءِ ، لأن الثوابَ للرّجل على ما لم يعملْ عَبَث ، وعقابه على ما لم يعمل ظُلْمٌ ، وعلى هَذا التقديرِ ، فيبطل كونه مَالِكاً ليوم الدين .

وقالت الجبريةُ : لو لم تَكُنْ أعمالُ العبادِ بتقدير الله وترجيحه ، لم يكن مالكاً لها ، ولما أَجْمَعَ المسلِمُون على كونه مَالِكاً للعباد ، ولأعمالِهم ، عَلِمْنَا أَنَّهُ خالقٌ لها مقدرٌ لَهَا .


[214]:- البيت لقيس بن الخطيم. ينظر ديوانه:3، حماسة أبي تمام بشرح التبريزي: 1/178، المرزوقي:2/51، القرطبي:1/166، مشكل القرآن لابن قتيبة: 174، ديوان المعاني: 2/51، المختار من شعر بشار: 91، البحر المحيط: 8/184، الأغاني: 3/160، الصحاح: 4/1611، اللسان: ملك، الحجة: 1/9، روح المعاني: 1/83، الدر: 1/69.
[215]:- وبها قرأ عاصم، والكسائي. ينظر السبعة: 104، والحجة للفارسي: 1/5.
[216]:-ينظر معاني القرآن: 550.
[217]:-ينظر المفردات: 493
[218]:- عبد الرحمان بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي أبو القاسم: شهاب الدين أبو شامة، مؤرخ محدث باحث. توفي سنة 665هـ. فوات الوفيات: 1/252، بغية الوعاة: 297ـ غاية النهاية: 1/365، الأعلام: 3/299.
[219]:- عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التيميمي العنبري مولاهم أبو عبيدة التنوري البصري أحد الأعلام، رمي بالقدر ولم يصح. عن عبد العزيز بن صهيب وأبي التياح وأيوب وسليمان التيمي وخلق. وعنه ابنه عبد الصمد والقطان وعفان بن مسلم وخلائق. قال النسائي: ثقة ثبت. وقال الحافظ الذهبي: أجمع المسلمون على الاحتجاج به. قال ابن سعد: توفي سنة ثمانية ومائة. ينظر الخلاصة: 2/185، تهذيب التهذيب: 6/441 (923)، تقريب التهذيب: (1/527 (1394)، البداية والنهاية: 10/176، طبقات ابن سعد: 7/308، الثقات: 7/140
[220]:- أبو عمر بن العلاء بن عمار بن عبد الله المازني النحوي المقرئ. أحد القراء السبعة المشهورين، توفي سنة 154هـ. بغية الوعاة: 2/231.
[221]:- سليمان بن مهران الكاهلي، مولاهم، أبو محمد الكوفي الأعمش، أحد الأعلام الحفاظ والقراء. قال ابن المديني: له نحو ألف وثلثمائة حديث. وقال ابن عيينة: كان أقرأهم وأحفظهم وأعلمهم. وقال عمرو بن علي: كان يسمى المصحف لصدقه. وقال العجلي: ثقة ثبت، يقال: ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب، وكان فصيحا وقال النسائي: ثقة ثبت وعدّه في المدلّسين. قال أبو نعيم: مات سنة ثمان وأربعين ومائة، عن أربع وثمانين سنة. ينظر الثقات: 4/302، تهذيب التهذيب: 4/222، تقريب التهذيب: 1/331، تاريخ البخاري الكبير: 4/37، الجرح والتعديل: 4/630، سير الأعلام: 6/26.
[222]:- محمد بن عبد الرحمان بن السميفع بفتح السين أبو عبد الله اليماني، له اختيار في القراءة ينسب إليه شذ فيه أخبرني به الإمام محمد بن عبد الرحمان الصائغ قال قرأته على الحافظ عبد الكريم بن منير الحلبي وقرأته على ابن اللبان عن ابن منير بسنده إلى أبي معشر الطبري، وقد أفرده الحافظ أبو العلاء الهمذاني وذكر أنه قرأ به على أبي العز القلانسي عن غلام الهراس ذكر أنه قرأ على أبي حيوة شريح بن يزيد عن أبي البرهسم، وقيل إنه قرأ على نافع وقرأ أيضا على طاوس بن كيسان عن ابن عباس كذا قال الحافظ أبو العلاء. ينظر الغاية: 1/162، 163.
[223]:-أبو عبد الملك الشامي قاضي الجند، عرض على يحيى بن الحارث الذماري، روى القراءة عنه أيوب بن تميم، أبو عبيد القاسم بن سلام. ينظر غاية النهاية: ت (2521).
[224]:-عطية بن قيس أبو يحيى الكلابي الحمصي الدمشقي تابعي قارئ دمشق بعد ابن عامر ثقة، ولد سنة سبع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وردت الرواية عنه في حروف القرآن عرض القرآن على أم الدرداء. قال أبو حاتم صالح الحديث، قال عبد الله بن قيس كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءته وهم جالسون على درج مسجد دمشق من قبل أن يبنيه الوليد، مات سنة إحدى وعشرين ومائة وقد جاوز المائة سنة. ينظر غاية النهاية: 1/513 (2125).
[225]:-عون العقيلي، له اختيار في القراءة أخذ القراءة عرضا عن نصر بن عاصم، روى القراءة عنه المعلى بن عيسى. ينظر غاية النهاية: 1/606 (2471).
[226]:- شريح بن يزيد أبو حيوة الحضرمي الحمصي صاحب القراءة الشاذة ومقرئ الشام، وقد ذكره ابن حبان في الثقات وهو والد حيوة بن شريح الحافظ وله اختيار في القراءة، مات في صفر سنة ثلاث ومائتين. ينظر غاية النهاية: 1/325 (1419).
[227]:- يحيى بن يعمر الوشقي والعدواني، أبو سليمان: أول من نقط المصاحف، كان من علماء التابعين، عارفا بالحديث والفقه ولغات العرب، من كتاب الرسائل الديوانية، أدرك بعض الصحابة، وأخذ اللغة عن أبيه والنحو عن أبي الأسود الذؤلي، صحب يزيد بن المهلب والي خرسان (سنة83) ولد بالأهواز وسكن البصرة وتوفي بها سنة 129 هـ حيث كان قاضيا. انظر إرشاد: 7/296، تهذيب: 11/ 305، بغية الوعاة: 317، غاية النهاية: 2/381، الأعلام: 8/177.
[228]:- قرأ بها عاصم والكسائي، وكذا يعقوب، وخلف ووافقهم الحسن والمطوعي، انظر: الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي: 1/7، وإعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه 1/47، وحجة القراءات لابن زنجلة:77، والعنوان في القراءات السبع لأبي طاهر إسماعيل بن خلف المقرئ الأنصاري الأندلسي: ص67، وإتحاف فضلاء البشر: 1/363. والبحر المحيط: 1/133، وقال أبو حيان: وهي قراءة العشر إلا "طلحة"، و"الزبير"، وقراءة كثير من الصحابة، منهم أبي، وابن مسعود، ومعاذ وابن عباس والتابعين منهم: قتادة والأعمش.
[229]:- في أ: الملوك.
[230]:- ينظر البحر: 1/ 138، الدر: 1/69.
[231]:-الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الأصل، أبو علي: أحد الأئمة في علم العربية، ولد في فسا (من أعمال فارس). ودخل بغداد سنة 307هـ، وتجول في كثير من البلدان، وقد حلب سنة 341هـ، فأقام مدة عند سيف الدولة. وعاد إلى فارس، فصحب عضد الدولة ابن بويه، وتقدم عنده، فعلمه النحو، وصنف له كتاب "الإيضاح" في قواعد العربية. ولد سنة 277هـ وتوفي سنة 377هـ. انظر وفيات الأعيان: 1/131، نزهة الألبا: 387، الأعلام: 2/179.
[232]:-محمد بن السري بن سهل، أبو بكر، أحد أئمة الأدب والعربية، من أهل بغداد ويقال: ما زال النحو مجنونا حتى عقله ابن السراج بأصوله، كان عارفا بالموسيقى من كتبه الأصول، الشعر والشعراء، الخط والهجاء، العروض وغيرها توفي شابا في 316هـ. ينظر بغية الوعاة: 44، الوفيات: 1/503، طبقات النحويين واللغويين: 122، الوافي: 3/86، نزهة الألبا: 313، الأعلام: 6/136.
[233]:- سقط في أ.
[234]:- سهل بن محمد بن عثمان بن القاسم أبو حاتم السجستاني صاحب إعراب القرآن وغير ذلك، توفي سنة خمسين –أو خمس وخمسين- أو أربع وخمسين أو ثمان وأربعين ومائتين، وقد قارب التسعين. ينظر البغية: 1/606-607.
[235]:- سقط في ب.
[236]:- سقط في أ.
[237]:-قرأ بها: أبو هريرة، وعاصم الجحدري، ورواها الجعفي وعبد الوارث عن أبي عمرو، وهي لغة بكر بن وائل. انظر البحر المحيط: 1/133، 134، والشواذ:1
[238]:- البيت من معلقة عمرو بن كلثوم. ينظر شرح المعلقات للتبريزي: 392، شرح المعلقات للزوزني: 127، شرحها للشنقيطي: 99، الصحاح: 5/2119، اللسان: دين، القرطبي: 1/98، الدر: 1/70.
[239]:-البيت للبيد من معلقته. ينظر ديوانه: 320، شرح المعلقات للزوزني: 130، شرحها للشنقيطي: 96، الصحاح: خلق، القرطبي: 1/98، الدر: 1/70.
[240]:- نافع بن عبد الرحمان بن أبي نعيم أو رويم ويقال أبو نعيم ويقال أبو الحسن وقيل أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمان لليثي مولاهم وهو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب. المدني أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح. أصله من أصبهان وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه حسن الخلق فيه دعابة أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة قال محمد بن إسحاق: لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه أوصنا قال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين. مات سنة تسع وستين ومائة. ينظر تهذيب الكمال: 3/1404، تهذيب التهذيب: 10/407 (732). تقريب التهذيب: 2/295، خلاصة تهذيب الكمال: 3/88، الذيل على الكاشف: 1567، تاريخ البخاري الكبير: 8/87، الجرح والتعديل: 8/2089، لسان الميزان: 7/408. ثقات: 7/532، تاريخ الثقات: 447، تاريخ أسماء الثقات: 1470، سير الأعلام: 7/316.
[241]:- في أ: مختصة.
[242]:- قرأ بها أبو حيوة، وأبو حنيفة، وجبير بن مطعم، وأبو عاصم الليثي، وأبو المحشر الجحدري. انظر البحر المحيط: 1/134، والشواذ:1، وقيل: هي قراءة أنس بن مالك.
[243]:- سقط في أ.
[244]:- في أ: مختصة.
[245]:- اعلم أن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال، فإن العرب تضيفه إضافتين: الأولى: إضافة؛ طلبا للتخفيف. الثانية: إضافة على جهة التعريف، وتكون هذه الإضافة كإضافة سائر الأسماء، فإذا أضفته على جهة التخفيف، كان حكمه كحكمه لو لم تضف؛ فيبقى نكرة، وإذا أضيف إضافة الأسماء على جهة التخصيص والتعريف، جرى مجرى الأسماء، فيجري حينئذ ضاربك، مجرى غلامك، وإن كان بمعنى الحال والاستقبال فنقول: أزيدا أنت ضاربه: إذا لم ترد التعريف، فإذا أردت التعريف، فلا يكون في "زيد" إلا الرفع، ولا يجوز أن ينتصب، فنقول: أزيد أنت ضاربه؛ كما تقول: أزيد أنت غلامه، وإنما لم يجز لـ"زيد" أن ينتصب هنا؛ لأن "ضاربا" إذا أضيف إضافة التعريف، فلا يجوز أن يعمل؛ لأنه قد باعد الأفعال، وما لا يعمل لا يصح أن يفسر. انظر من البسيط: (2/1040-1041)، وانظر الارتشاف: (3/186-187).
[246]:- البيت للشماخ في ديوانه ص 389، والكتاب 1/177، ولجبار بن جزء في خزانة الأدب: 4/233 و 235-237و 239، 8/212، و213، وشرح أبيات سيبويه: 1/13، وشرح شواهد الإيضاح: ص 167، وشرح المفصل: 2/46، ولسان العرب (عسل)، ومجالس ثعلب: 1/152، المخصص: 3/37، الكامل: 113، البسيط في شرح جمل الزجاجي: 2/889، الأمالي الشجرية: 2/250، الدر: 1/71، وأراد بقوله: "ابن عم سليمى" زوجها الشماخ، إذا كانت سليمى هذه زوجا له، وهذا مما يرجع نسبة الرجز إلى جبار بن جزء.
[247]:- سقط في أ.
[248]:- في أ: فإن.
[249]:- سقط في أ.
[250]:- ينظر شواهد الكتاب: 1/161، المقتضب: 4/331، المحتسب: 2/184، الكامل: 3/410، البحر: 4/315، شرح أبيات سيبويه لأبي جعفر النحاس: 54، الدر: 1/71.
[251]:- في أ: غروب الشمس.
[252]:- البيت للفند الزماني (سهيل بن شيبان) ينظر أمالي القالي: 1/260، وحماسة البحتري: ص 56، وخزانة الأدب: 3/431، والدرر: 3/92، وسمط اللآلئ: ص940، وشرح التصريح: 1/362، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ص35، وشرح شواهد المغني: 2/945، والمقاصد النحوية: 3/122، وأوضح المسالك: 2/281، وشرح الأشموني: 1/236، وشرح ابن عقيل: ص 316، وهمع الهوامع: 1/202، اللسان: دين، الكشاف: 1/12، المحرر الوجيز: 1/71، الدر: 1/72.
[253]:- البيت لخويلد بن نوفل الكلابي وقيل لغيره. ينظر اللسان والتاج: دين، الخزانة: 4/230، المخصص: 17/155، جمهرة الأمثال: 169، إعراب ثلاثين سورة: 24، الكامل: 185، الجمهرة: 2/306، مجاز القرآن: 1/23، معاني القرآن وإعرابه: 1/10، الطبري: 1/98، القرطبي: 1/101، الدرك 1/72.
[254]:- البيت لكعب بن جعيل. ينظر اللسان: دين، الكامل: 1/191، المخصص: 17/155، الطبري: 1/98، المحرر الوجيز: 1/71، القرطبي: 1/101، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 1/52، الدر: 1/72.
[255]:- سقط في أ.
[256]:- البيت للبيد وليس في ديوانه. ينظر القرطبي: 1/100. الدر المصون: 1/72.
[257]:- محمد بن كعب القرظي المدني ثم الكوفي أحد العلاء عن أبي الدرداء مرسلا وعن فضالة بن عبيد وعائشة وأبي هريرة. وعنه ابن المنكدر، ويزيد بن الهاد والحكم بن عتيبة. قال ابن عون: ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي. وقال ابن سعد كان ثقة ورعا كثير الحديث قيل مات سنة تسع عشرة ومائة وقيل سنة عشرين. ينظر تهذيب الكمال: 3/1262، تهذيب التهذيب: 9/420، تقريب التهذيب: 2/203، خلاصة تهذيب الكمال: 2/452، الكاشف: 3/92، تاريخ البخاري الكبير: 1/216، تاريخ البخاري الصغير: 1/243، 255، الجرح والتعديل: 8/303، تراجم الأحبار: 4/ج70، المعين رقم: 329، الأنساب: 10/299، 379، رجال الصحيحين: 179، الثقات: 5/351، الحلية: 3/212، طبقات ابن سعد: 5/70، 371، 7/501، البداية والنهاية: 9/257، تاريخ الثقات: 411.
[258]:- زاد في أ: أي في يوم.
[259]:- البيت لامرئ القيس ينظر ديوانه: ص 9، جمهرة اللغة ص 688، خزانة الأدب: 3/223، والمنصف: 1/150، شرح القصائد العشر: 20، شرح المعلقات للزوزني: 6، الشنقيطي: 59، المحرر الوجيز: 1/71، البحر المحيط: 1/136، الدر: 1/72.
[260]:- البيت للمثقب العبدي. ينظر ديوانه: 195، المفضليات: 856، اللسان: (دين)، إعراب ثلاثين سورة من القرآن: ص 25، الكامل: 1/193، طبقات فحول الشعراء: 231، شرح أدب الكاتب: 437، الموشح للمرزباني: 92، الصناعتين: 86، المجمل لابن فارس: 1/307، مجالس ثعلب: 334، معاني القرآن وإعرابه: 1/10، الصحاح (دين)، القرطبي: 1/101، الدر: 1/72.
[261]:- سقط في ب.
[262]:- ينظر اللسان: "دين"، المحرر الوجيز: 1/72، البحر المحيط: 1/136، القرطبي: 1/101، الدر: 1/73.
[263]:- ينظر المفردات: 178.
[264]:-انظر إتحاف فضلاء البشر: 1/363، وقال: وكذا يعقوب: وافقهما ابن محيصن في المفردة، واليزيدي يخلف، والحسن والمطوعي.
[265]:- سقط في ب.
[266]:- حمزة بن حبيب بن عمار بن إسماعيل الإمام الحبر أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم، وقيل: من صميمهم الزيات أحد القراء السبعة، ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسن فيحتمل أن يكون رأى بعضهم. قال استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى. قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة، توفي ست وخمسين ومائة. ينظر تهذيب الكمال:1/331، تهذيب التهذيب: 3/27، تقريب التهذيب: 1/199، خلاصة تهذيب الكمال: 1/255، الكاشف: 1/254، تاريخ البخاري الكبير: 3/52، الجرح والتعديل: 3/916، ميزان الاعتدال: 1/605، لسان الميزان: 7/204، الوافي بالوفيات حـ13 رقم 196 ص 173، سير الأعلام 7/90 والحاشية، البداية والنهاية: 10/115، الثقات: 6/228، ديوان الإسلام: ت 743.
[267]:- رجاء بن عيسى بن رجاء بن حاتم أبو المستنير الجوهري الكوفي مقرئ، قرأ على إبراهيم بن زربي وعبد الرحمان قلوفا ويحيى بن علي الخزاز وترك الحذاء، قرأ عليه القاسم بن نصر وسليمان بن يحيى بن الوليد الضبي وقال مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين ببغداد. ينظر الغابة: 1/283 (1265).
[268]:- خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب أبو محمد الأسدي ويقال خلف بن هشام بن طالب بن غراب الإمام العلم أبو محمد البزار بالراء البغدادي أصله من فم الصلح بكسر الصاد أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن "ع" سليم عن حمزة ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة. وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما. قال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفا. يعني في اختياره. مات في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد وهو مختف من الجهمية. ينظر الغابة: 1/272 (1235).
[269]:- سقط في ب.
[270]:- ينظر الرازي: 1/196.