قوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ الله الذى خَلَقَ السموات والأرض **فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوى عَلَى العرش } ؛ وقد ذكرناه ثم قال : { يُدَبّرُ الأمر } ، يعني : يقضي القضاء وينظر في تدبير الخلق . وروى الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن سابق قال : يدبر أمر الدنيا أربعة : جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل . أما جبريل ، فعلى الرياح والوحي والجنود ، وأما ميكائيل ، فعلى النبات والمطر ، وأما ملك الموت ، فعلى الأنفس ؛ وأما إسرافيل ، فينزل إليهم بما يؤمرون . { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } ، لأن الكفار كانوا يعبدون الأصنام ويقولون : هم شفعاؤنا عند الله ، وبعضهم كانوا يعبدون الملائكة فأخبر الله تعالى أنه لا شفاعة لأحد إلاَّ بإذن الله تعالى ؛ ويقال : { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } يعني : لا يشفع أحد لأحد يوم القيامة من الملائكة ولا من المرسلين ، إلا من بعد إذنه في الشفاعة لهم .
{ ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ } ، يعني : الذي يفعل هذا من خلق السموات والأرض وتدبير الخلق هو ربكم وخالقكم ، { فاعبدوه } ؛ فدل أولاً على وحدانيته وتدبيره ، ثم أمرهم بالتوحيد والطاعة فقال : { فاعبدوه } ، يعني : وحدوه وأطيعوه . { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ، يعني : أفلا تتعظون بالقرآن ؟ ويقال : أفلا تتعظون بأن لا تعبدوا من لا يملك شيئاً ، وتعبدون من يملك الدنيا وما فيها ؟ قرأ حمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص { تَذَكَّرُونَ } بالتخفيف ، وقرأ الباقون بالتشديد ، لأن أصله تتذكرون فأدغم إحدى التاءين في الذال وأقيم التشديد مقامه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.