بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ} (107)

{ خالدين فِيهَا } يعني : مقيمين دائمين في النار { مَا دَامَتِ السموات والأرض } يعني : سماء الجنة وأرضها : { إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } يعني : إلا من أخرجهم منها وهم الموحدون .

وقال الكلبي ، ومقاتل : { خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض } يعني : كما تدوم السموات والأرض ، لأهل الدنيا ، فكذلك يدوم الأشقياء في النار { إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } أي : الموحدون ، يخرجون من النار . وقال الضحاك : يعني : سماء القيامة وأرضها ، وهما باقيتان . ويقال : العرب كانت من عادتهم ، أنهم إذا ذكروا الأبد يقولون : ما دامت السموات والأرض ، فذكر على عادتهم ، ومعناه : إنهم خالدون فيها أبداً . ثم قال : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ } إن شاء أدخل النار خالداً ، وإن شاء أخرجه إن كان موحداً ، وأدخله الجنة .