بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا} (109)

{ قُل لَّوْ كَانَ البحر مِدَاداً لكلمات رَبّى } ؛ وذلك أن اليهود قالوا : يزعم محمد أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، ثم يزعم ويقول : { وَيَسْألُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّن العلم إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] فكيف نوافق الخير الكثير مع العلم القليل ؟ فنزل : قل يا محمد : { لَّوْ كَانَ البحر مِدَاداً لكلمات رَبّى } يكتب به ، { لَنَفِدَ البحر } وتكسرت الأقلام ، { قَبْلَ أَن تَنفَدَ كلمات رَبّى } ؛ أي لا تنفد كلمات ربي . كما قال في آية أخرى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِى الأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ والبحر يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كلمات الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ لقمان : 27 ] . { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } ، أي بمثل البحر ، وقرأ بعضهم { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مِدَاداً } . وقراءة العامة { مَدَداً } ومعناهما واحد { ومن يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألباب } [ البقرة : 269 ] وهو قليل عند علم الله تعالى .