{ قُل لَّوْ كَانَ البحر } أي جنسُ البحر { مِدَاداً } وهو ما تُمِدُّ به الدواةُ من الحبر { لكلمات ربّي } لتحرير كلماتِ علمِه وحكمتِه التي من جملتها ما ذكر من الآيات الداعيةِ إلى التوحيد المحذّرة من الإشراك { لَنَفِدَ البحر } مع كثرته ولم يبقَ منه شيء لتناهيه { قَبْلَ أَن تَنفَدَ } وقرئ بالياء والمعنى من غير أن تنفد { كلمات ربّي } لعدم تناهيها فلا دِلالةَ للكلام على نفادها بعد نفادِ البحرِ ، وفي إضافة الكلماتِ إلى اسم الربِّ المضافِ إلى ضميره صلى الله عليه وسلم في الموضعين من تفخيم المضافِ وتشريفِ المضاف إليه ما لا يخفى ، وإظهارُ البحر والكلماتِ في موضع الإضمارِ لزيادة التقرير { وَلَوْ جِئْنَا } كلامٌ من جهته تعالى غيرُ داخل في الكلام الملقّن جيء به لتحقيق مضمونِه وتصديقِ مدلولِه مع زيادة مبالغةٍ وتأكيد ، والواوُ لعطف الجملة على نظيرتها المستأنفةِ المقابلةِ لها المحذوفة لدِلالة المذكورةِ عليها دَلالةً واضحة ، أي لنفد البحرُ من غير نفادِ كلماته تعالى لو لم نجِئ بمثله مدداً ولو جئنا ، بقدرتنا الباهرة { بِمِثْلِهِ مَدَداً } عوناً وزيادةً لأن مجموعَ المتناهيَيْن متناهٍ ، بل مجموعُ ما يدخل تحت الوجود من الأجسام لا يكون إلا متناهياً لقيام الأدلةِ القاطعة على تناهي الأبعادِ ، وقرئ مُدَداً جمع مُدّة وهي ما يستمدّه الكاتبُ ، وقرئ مِداداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.