الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (107)

قوله : { إِلاَّ رَحْمَةً } : يجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً له أي : لأجلِ الرَّحْمة . ويجوزُ أَنْ ينتصِبَ على الحال مبالغةً في أَنْ جَعَلَه نفسَ الرحمة ، وإمَّا على حَذْفِ مضافٍ أي : ذا رحمةٍ أو بمعنى راحِم . وفي الحديث " يا أيها الناسُ إنما أنا رحمةٌ مُهْداة " .

قوله : { لِّلْعَالَمِينَ } يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها صفةٌ ل " رَحْمَةً " أي : كائنةً للعالمين . ويجوز أَنْ يتعلَّقَ ب " أَرْسَلْناك " عند مَنْ يَرَى تَعَلُّقَ ما بعد " إلاَّ " بما قبلها جائزاً أو بمحذوفٍ عند مَنْ لا يَرَى ذلك . هذا إذا لم يُفَرَّغ الفعلُ لِما بعدها ، أما إذا فُرِّغَ فيجوزُ نحو : ما مررتُ إلاَّ بزيدٍ ، كذا قاله الشيخ هنا . وفيه نظرٌ من حيث إن هذا أيضاً مفرغ ؛ لأنَّ المفرَّغَ عبارةٌ عمَّا افتقر ما بعد " إلاَّ " لِما قبلها على جهةِ المعمولية له .