{ وما أرسلناك } يا محمد بالشرائع والأحكام { إلا رحمة للعالمين } أي الإنس والجن ، والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال ؛ والعلل أي : ما أرسلناك لعلة من العلل إلا لرحمتنا الواسعة ، فإن ما بعثت به سبب لسعادة الدارين ، وقيل معنى كونه رحمة للكفار أنهم آمنوا به من الخسف والمسخ والاستئصال ، وقيل المراد بالعالمين المؤمنون خاصة ، والأول أولى ، بدليل قوله سبحانه : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم .
وعن ابن عباس في الآية قال : من آمن تمت به الرحمة في الدنيا والآخرة ، ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من المسخ ، والخسف والقذف .
وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين ، قال : ( إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة ) {[1219]}وأخرج أحمد والطيالسي والطبراني وأبو نعيم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للمتقين ) {[1220]} .
وأخرج أحمد والطبراني عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة ، فإنما أنا رجل من بني آدم أغضب كما يغضبون ، وإنما بعثني رحمة للعالمين ، فأجعلها عليه صلاة يوم القيامة ) {[1221]} .
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا رحمة مهداة ) {[1222]} وقد روي معنى هذا من طرق ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.