ثم قال تعالى : { فَإنْ حَاجُّوكَ } أي خاصموك وجادلوك في الدين { فَقُلْ أَسْلَمْتُ وجهي للَّهِ } أي أخلصت ديني لله . وقال الزجاج : إن الله تعالى أمر نبيه أن يحتج على أهل الكتاب والمشركين ، بأنه اتبع أمر الله الذي هم أجمعون مقرون أنه خالقهم ورازقهم ، فأراهم الآيات والدلالات بأنه رسوله . وقوله : { أَسْلَمْتُ وجهي للَّهِ } أي قصدت بعبادتي الله ، وأقررت بأنه لا إله غيره { و } كذلك { مَنِ اتبعن } وقال القتبي : معنى { أسلمت وجهي لله } يعني أسلمت لله ، والوجه زيادة كما قال : { كل شيء هالك إلا وجهه } ، يعني إلا هو { وَقُلْ لّلَّذِينَ أُوتُواْ الكتاب } يعني أُعْطُوا التَّوْرَاة والإنْجيل { والأميين } يعني مشركي العرب { أأَسْلَمْتُمْ } يعني أخلصتم بالتوحيد . ويقال : اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به الأمر ، فكأنه يقول أَسْلِمُوا ، كما قال في آية أخرى : { فهل أنتم منتهون } ؟ يعني انتهوا . وقال في آية أخرى : { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إلى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
[ المائدة : 74 ] ، أي توبوا إلى الله . { فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهتدوا } يعني أخلصوا بالتوحيد وأسلموا وصدقوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالكتاب ، فقد اهتدوا من الضلالة { وَإِن تَوَلَّوْاْ } يقول إن أَبَوا أن يُسلموا { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ } بالرسالة { والله بَصِيرٌ بالعباد } يعني بأعمالهم ، ومعناه ليس عليك من عملهم شيء وإنما عليك التبليغ ، وقد فَعلتَ ما أمرتَ به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.