بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَأَنتُمۡ شُهَدَآءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (99)

{ قُلْ يا أهل الكتاب لَمَ تَصُدُّونَ } يقول : لم تصرفون الناس { عَن سَبِيلِ الله } أي عن دين الله الإسلام والحج { تَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي تطلبونها تغيراً وزيناً { وَأَنْتُمْ شُهَدَاء } أن ذلك في التوراة { وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ } من كتمان صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته . ويقال في اللغة ما كان ينتصب انتصاب العود والحائط يقال : عوج بالنصب ، وما لم ينتصب مثل الأرض والكلام . ويقال : عوج كما قال تعالى : { لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولا أَمْتاً } [ طه : 107 ] وقال تعالى : { ولم يجعل له عوجاً قيماً } [ طه : 107 ] وقال تعالى : { الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المؤمنين الذين يَعْمَلُونَ الصالحات أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } [ الكهف : 1/ 2 ] .