الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَأَنتُمۡ شُهَدَآءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (99)

{ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } أي يصرفون عن دين الله { مَنْ آمَنَ } .

وقرأ الحسن : تُصِدون ، بضم التاء وكسر الصاد وهما لغتان ، صدّ وأصدّ مثل صَل اللحم وأصل ، وخمّ وأخم . ودليل قراءة العامة قوله تعالى :

{ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى } [ سبأ : 32 ] وقوله : { وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } [ الفتح : 25 ]ونظائرهما .

{ تَبْغُونَهَا } تطلبونها { عِوَجاً } زيغاً وميلا ، والكلام حال على الفعل ، مجازه : لِمَ تصدون عن سبيل الله باغين لها عوجاً .

قال أبو عبيدة : العِوج بالكسر في الدين والقول والعمل ، والعَوج بالفتح في الجدار والحائط وكل شخص قائم { وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ } الآن في التوراة مكتوب : إن دين الله الذي لا يقبل غيره هو الإسلام ، وإن فيه نعت محمد صلى الله عليه وسلم .