بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ} (26)

ثم قوله عز وجل : { يا داود إِنَّا جعلناك خَلِيفَةً في الأرض } يعني : أكرمناك بالنبوة ، وجعلناك خليفة ، والخليفة الذي يقوم مقام الذي قبله ، فقام مقام الخلفاء الذين قبله ، وكان قبله النبوة في سبط ، والملك في سبط آخر ، فأعطاهما الله تعالى لداود .

ثم قال : { فاحكم بَيْنَ الناس بالحق } يعني : بالعدل { وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى } أي : لا تمل إلى هوى نفسك ، فتقضي بغير عدل . ويقال : لا تعمل بالجور في القضاء ، { وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى } كما اتبعت في بتشايع ، وهي امرأة أوريا ، { فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله } يعني : عن طاعة الله تعالى . ويقال : يعني : الهوى يستزلك { عَن سَبِيلِ الله } { إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله } يعني : عن دين الله الإسلام { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الحساب } يعني : بما تركوا من العمل ليوم القيامة ، فلم يخافوه . ويقال : بما تركوا الإيمان بيوم القيامة .