الآية 51 وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم } فمنهم من يقول : هذا على التحقيق ، وصرف ذلك إلى قوم بأعيانهم قد عرفوا بخبث الأعين وحلول الآفات بمن يعينونه{[21867]} من أهل الشرف والتبجيل .
ثم الله تعالى بفضله عصم رسوله عليه الصلاة والسلام فلم يتهيأ لهم أن يعينوه ، فكان فيه تقرير رسالته وآية نبوته عند أولئك الكفرة .
فإن قال قائل : إنهم كانوا يعدون رسول الله صلى الله عليه وسلم من المجانين ، ويقولون : إنه لمجنون ، والمجنون لا يعان ، وإنما يعان أهل الشرف والحجى وذوو الأحلام والنهي ، فما أنكرت أنه سلم من الآفات حتى يقصد إليه بالعينة .
فجوابه أنهم وإن كانوا يعدونه من جملة المجانين فإنهم سمعوا منه ذكرا عجبا ، وهو القرآن . ومن أعطي مثل ذلك الذكر والشرف فهو مما يقصد إليه بالحسد ، فكانوا يعينونه لذلك المعنى . ثم لم يضره كيدهم ، ولا نفذت فيه حيلهم ، فأوجب فيه ذلك : ينبئهم أنه رسول من الله تعالى .
ومنهم من حمله على التمثيل لا على التحقيق ، فيقول : { وإن يكاد الذين كفروا } لشدة بغضهم وعداوتهم إياك { ليزلقونك بأبصارهم } كما يقال : نظر إليّ فلان نظرا ، وكاد يقتلني ، فيقوله على التمثيل .
ثم قوله تعالى : { ليزلقونك } أي يسقطونك ، ويصرعونك ، وقوله تعالى : { لما سمعوا الذكر } وهو القرآن .
وقوله تعالى : { ويقولون إنه لمجنون } قد وصفنا أنهم لأي معنى كانوا ينسبونه إلى الجنون ، وذكرنا ما يرد عليهم ، وينفي عنهم الريب والإشكال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.