{ واكتب لَنَا فِي هذه الدنيا حَسَنَةً } يعني : اقض لنا وأعطنا في الدنيا العلم والعبادة والنصرة والرزق الحسن الحلال { وَفِي الآخرة حسنة } يعني : وأعطنا في الآخرة حسنة وهي الجنة { إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } يعني : تبنا إليك وأقبلنا إليك هكذا قال عكرمة ومجاهد وعطاء وقتادة . وأصله في اللغة الرجوع من الشيء إلى الشيء { قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء } يعني : هذا عذابي أخصّ به من أشاء من العباد من كان أهلاً لذلك { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء } إنْ رحمتهم ويقال : إن الزلزلة والرجفة كانتا عذابي ، وأنا أنزلتها ، وأنا أصيب بالعذاب من أشاء ، وما سألت من الغفران فمن رحمتي ورحمتي وسعت كل شيء من كان أهلاً لها . ويقال : لكل شيء حظ من رحمتي . وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن قتادة والحسن قالا : ورحمتي التي وسعت كل شيء يعني : وسعت في الدنيا البر والفاجر وفي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة . ويقال : لما نزلت هذه الآية { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء } تطاول إبليس ، وقال : أنا من تلك الأشياء فأكذبه الله تعالى وآيسه فأنزل قوله { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } يعني : فسأقضيها وسأوجهها للذين يتقون الشرك { وَيُؤْتُونَ الزكاة والذين هُم بآياتنا يُؤْمِنُونَ } فقالت اليهود والنصارى : نحن آمنا بالآيات ، وهي التوراة والإنجيل ، ونعطي الزكاة فهذه الرحمة لنا فأكذبهم الله تعالى وأنزل { الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبي الأمي } الآية ويقال { ورحمتي وسعت كل شيء } يعني : طمع كل قوم برحمتي ، وأنا أوجبتها للمؤمنين وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يتقون الشرك ، { ويؤتون الزكاة } { والذين هم بآياتنا يؤمنون } ، يعني : يصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.