بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ} (8)

قوله تعالى :

{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } ؛ يقول : كيف تقاتلوهم . ويقال : كيف يكون لهم عهد ، وقد سبق في الكلام ما يدل على هذا الإضمار { وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } يقول : يغلبوا عليكم ويظفروا بكم . { لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } ، يعني : لا يحفظوا فيكم قرابة ولا عهداً . وقال سعيد بن جبير : الإل هو الله . وقال ابن عباس : الإل القرابة والذمة العهد . وقال مجاهد : لا يرقبون الله ولا عهداً . وعن الضحاك أنه قال : الإل القرابة والذمة العهد . { يُرْضُونَكُم بأفواههم } ، يعني : بألسنتهم مثل قول المنافقين . { وتأبى قُلُوبِهِمْ } ، يعني : وتنكر قلوبهم يقولون قولاً بغير حقيقة . { وَأَكْثَرُهُمْ فاسقون } ، يعني : عاصون بنقض العهد .