اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ} (99)

ثم قال : { وَأُتْبِعُواْ فِي هذه لَعْنَةً } أي : أنَّ اللَّعن من الله ، والملائكة ، والأنبياء ملتصقٌ بهم في الدُّنيا والآخرة لا يزولُ عنهم ، كقوله : { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدنيا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ المقبوحين } [ القصص : 42 ] .

ثم قال : { بِئْسَ الرفد المرفود } والكلامُ فيه كالذي قبله . وقوله : { وَيَوْمَ القيامة } عطفٌ على موضع " في هَذِه " والمعنى : أنَّهُم ألحِقُوا لعنةً في الدُّنيا وفي الآخرة ، ويكونُ الوقف على هذا تامًّا ، ويبتدأ بقوله " بِئْس " .

وزعم جماعةٌ أنَّ التَّقسيم : هو أنَّ لهم في الدُّنيا لعنةً ، ويوم القيامةِ بِئْس ما يرفدُون به ، فهي لعنةٌ واحدةٌ أولاً ، وقبح إرفاد آخراً . وهذا لايصحُّ ؛ لأنه يُؤدّي إلى إعمال " بِئْسَ " فيما تقدم عليها ، وذلك لا يجُوزُ لعدم تصرُّفها ؛ أمَّا لو تأخَّر لجاز ؛ كقوله : [ الكامل ]

ولَنْعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ أنتَ إذَا *** دُعِيِتْ نَزالِ ولُجَّ في الذُّعْر{[18974]}

وأصلُ الرِّفْد كمال قال الليثُ : العطاءُ والمعونةُ ، ومنه رفاده قريش ، رَفَدْتُه أرْفدهُ رِفْداً بكسر الرَّاء وفتحها : أعْطَيته وأعنته . وقيل : بالفتح مصدر ، وبالكسر اسم ، كأنَّهُ نحو : الرِّعْي والذِّبْح . ويقال : رفَدْت الحائِطَ ، أي : دَعَمْتُه ، وهو من معنى الإعانةِ .


[18974]:البيت لزهير بن أبي سلمى. ينظر: ديوانه (54) والكتاب 3/271 وجمل الزجاجي (273) والإنصاف 2/535 والمقتضب 3/370 وشرح ديوان الحماسة 1/62 وشرح ديوان الحماسة 1/62 وشرح المفصل لابن يعيش 4/26 ومجاز القرآن 2/27 والبحر المحيط 5/259 والخزانة 6/316 وروح المعاني 12/135 والتهذيب 13/17 والدر المصون 4/128. وينسب لأوس بن حجر في ديوانه ص 139.