نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ} (99)

ولما كان فرعون موصوفاً بعظم الحال وكثرة الجنود والأموال وضخامة المملكة ، حقر تعالى دنياه بتحقير جميع الدنيا التي هي منها بإسقاطها في الذكر اكتفاء بالإشارة إليها ولم يثبتها كما في قصة عاد فقال{[40067]} : { وأتبعوا } ببنائه للمفعول لأن المنكي الفعل لا كونه من معين { في هذه } أي الحياة الخسيسة { لعنة } فهم يلعنون فيها من كل لاعن من المسلمين وغيرهم من أهل الملل{[40068]} فلعنة الله على من حسَّن حالهم وارتضى ضلالهم لإضلال العباد من أهل الإلحاد بفتنة الاتحاد { ويوم القيامة } أيضاً يلعنهم اللاعنون ، حتى أهل الاتحاد الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ؛ ثم بين ما يحق أن يقوله سامع ذلك بقوله{[40069]} : { بئس الرفد المرفود* } أي التبع المتبوع والعون المعان ، فإن اللعنة تابعة لعذابهم في الدنيا ومتبوعة باللعنة{[40070]} في الآخرة والعذاب رفد لها وهي رفد له ، ومادة " رفد " تدور على التبع ، أو يكون المراد أن لعنهم لا يزال مترادفاً تابعاً بعضه لبعض ، فكل لعنة تابعة لشيء من الخزي{[40071]} : عذاب أو لعن ، متبوعة بلعنة مضافة إليها ، وسمي ذلك رفداً وهو{[40072]} حقيقة العون من باب قولهم : تحية بينهم ضرب وجيع ومعنى { يقدم{[40073]} } أنه يكون قدامهم غير{[40074]} سائق لهم ، بل هم على أثره متلاحقين ، فيكون دخولهم إلى النار معاً ؛ والقيامة : القومة من الموت للحساب ؛ والإتباع : طلب الثاني للحاق{[40075]} بالأول كيف تصرف ؛ واللعن من الله : الإبعاد من الرحمة بالحكم بذلك ، ومن العباد{[40076]} : الدعاء به .


[40067]:في ظ: فقالوا.
[40068]:من ظ ومد، وفي الأصل: الملك.
[40069]:سقط من ظ.
[40070]:زيد من ظ ومد.
[40071]:سقط من ظ.
[40072]:في ظ: هي.
[40073]:في ظ: تقدم.
[40074]:زيد من ظ ومد.
[40075]:من ظ ومدّ، وفي الأصل: للخفاو ـ كذا.
[40076]:في ظ: البعاد.