ولما كان فرعون موصوفاً بعظم الحال وكثرة الجنود والأموال وضخامة المملكة ، حقر تعالى دنياه بتحقير جميع الدنيا التي هي منها بإسقاطها في الذكر اكتفاء بالإشارة إليها ولم يثبتها كما في قصة عاد فقال{[40067]} : { وأتبعوا } ببنائه للمفعول لأن المنكي الفعل لا كونه من معين { في هذه } أي الحياة الخسيسة { لعنة } فهم يلعنون فيها من كل لاعن من المسلمين وغيرهم من أهل الملل{[40068]} فلعنة الله على من حسَّن حالهم وارتضى ضلالهم لإضلال العباد من أهل الإلحاد بفتنة الاتحاد { ويوم القيامة } أيضاً يلعنهم اللاعنون ، حتى أهل الاتحاد الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ؛ ثم بين ما يحق أن يقوله سامع ذلك بقوله{[40069]} : { بئس الرفد المرفود* } أي التبع المتبوع والعون المعان ، فإن اللعنة تابعة لعذابهم في الدنيا ومتبوعة باللعنة{[40070]} في الآخرة والعذاب رفد لها وهي رفد له ، ومادة " رفد " تدور على التبع ، أو يكون المراد أن لعنهم لا يزال مترادفاً تابعاً بعضه لبعض ، فكل لعنة تابعة لشيء من الخزي{[40071]} : عذاب أو لعن ، متبوعة بلعنة مضافة إليها ، وسمي ذلك رفداً وهو{[40072]} حقيقة العون من باب قولهم : تحية بينهم ضرب وجيع ومعنى { يقدم{[40073]} } أنه يكون قدامهم غير{[40074]} سائق لهم ، بل هم على أثره متلاحقين ، فيكون دخولهم إلى النار معاً ؛ والقيامة : القومة من الموت للحساب ؛ والإتباع : طلب الثاني للحاق{[40075]} بالأول كيف تصرف ؛ واللعن من الله : الإبعاد من الرحمة بالحكم بذلك ، ومن العباد{[40076]} : الدعاء به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.