السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ} (99)

{ وأتبعوا في هذه } ، أي : الدنيا { لعنة } ، أي : طرداً وبعداً عن الرحمة { ويوم القيامة } ، أي : وأتبعوا يوم القيامة لعنة أخرى فهم ملعونون في الدنيا والآخرة ، ونظيره قوله تعالى في سورة القصص : { وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين } [ القصص ، 42 ] . { بئس الرفد } ، أي : العون { المرفود } رفدهم ، سأل رافع بن الأزرق ابن عباس عن ذلك فقال : هو اللعنة بعد اللعنة . وقال قتادة : ترادفت عليهم لعنتان من الله تعالى لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة ، وكل شيء جعلته عوناً لشيء فقد رفدته به ، وسميت اللعنة عوناً ؛ لأنها إذا أتبعتهم في الدنيا أبعدتهم عن الرحمة وأعانتهم على ما هم فيه من الضلال . وسميت رفداً أي عوناً لهذا المعنى على التهكم كقول القائل :

تحية بينهم ضرب وجيع ***

وسميت معاناً لأنها أردفت في الآخرة بلغة أخرى ليكونا هاديتين إلى طريق الجحيم .