{ وإذا قيل له } أي على سبيل النصيحة وهي مستأنفة أو معطوفة على يعجبك { اتق الله } أي خف الله في سرك وعلانيتك { أخذته العزة بالإثم } العزة الغلبة والقوة ، من عزه يعزه إذا غلبه ومنه { وعزني في الخطاب } وقيل العزة هنا الحمية والأنفة وقيل المنعة وشدة النفس .
والمعنى حملته العزة على فعل الإثم ، من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه وألزمته إياه ، قاله الزمخشري ، وقيل أخذته العزة بما يؤتمه أي ارتكب الكفر للعزة ، ومنه { بل الذين كفروا في عزة وشقاق } وقيل الباء في قوله بالإثم بمعنى اللام أي أخذته الحمية عن قبول الوعظ للإثم الذي في قلبه وهو النفاق وقيل الباء بمعنى مع أي أخذته العزة مع الإثم ، وقيل للسببية أي إن إثمه كان سببا لأخذ العزة له .
وفي هذه الآية التتميم وهو نوع من علم البديع وهو عبارة عن إرداف الكلمة بأخرى ترفع عنها اللبس وتقربها إلى الفهم ، وذلك أن العزة تكون محمودة ومذمومة فمن مجيئها محمودة قوله تعالى { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } فلو أطلقت لتوهم فيها بعض من لا دراية له أنها المحمودة فقيل { بالإثم } توضيحا للمراد فرفع اللبس به قاله السمين .
قال ابن مسعود : إن من أكبر الذنوب عند الله أن يقول الرجل لأخيه اتق الله فيقول عليك بنفسك أنت تأمرني ، وعن سفيان قال : قال رجل لمالك ابن مغول اتق الله فسقط فوضع خده على الأرض تواضعا لله .
{ فحسبه جهنم } أي كافيه معاقبة وجزاء كما تقول للرجال كفاك ما حل بك ، وأنت تستعظم عليه ما حل به وحسب اسم فاعل ، وقيل اسم فعل { ولبئس المهاد } جمع المهد وهو الموضع المهيأ للنوم ومنه مهد الصبي ، وقيل اسم مفرد سمى به الفراش الموطأ للنوم وسميت جهنم مهادا لأنها مستقر الكفار ، وقيل المعنى أنها بدل لهم من المهاد كقوله { فبشرهم بعذاب أليم } وقال مجاهد : بئسما مهدوا لأنفسهم ، وقال ابن عباس : بئس المنزل وهذا من باب التهكم والاستهزاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.