{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } يشري بمعنى يبيع أي يبيع نفسه في مرضاة الله كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال قتادة : هم المهاجرون والأنصار ، ومثله قوله تعالى { وشروه بثمن بخس } وأصله الاستبدال ومنه قوله { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } والمرضاة الرضا ، قال ابن عباس : نزلت في سرية الرجيع وكانت بعد أحد ، وفي البخاري تمام قصته عن حديث أبي هريرة فإن شئت فارجع إليه .
{ والله رؤوف بالعباد } وجه ذكر الرأفة هنا أنه أوجب عليهم ما أوجبه ليجازيهم ويثيبهم عليه ، فكان ذلك رأفة لهم ولطفا بهم ، ومن رأفته أن جعل النعيم الدائم في الجنة جزاء على العمل القليل المنقطع ، ومن رأفته أنه يقبل توبة عبده وأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وأن المصر على الكفر ولو مائة سنة إذا تاب ولو لحظة أسقط عنه عقاب تلك السنين وأعطاه الثواب الدائم .
ومن رأفته أن نفس العباد وأموالهم له ثم أنه يشتري ملكه بملكه فضلا منه ورحمة وإحسانا .
وهذه أربعة أقسام اشتملت عليها تلك الآيات الكريمات أولها راغب في الدنيا فقط ظاهرا وباطنا ، والثاني راغب فيها وفي الآخرة كذلك والثالث راغب في الآخرة وفي الدنيا باطنا والرابع راغب في الآخرة ظاهرا وباطنا معرض عن الدنيا كذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.