فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ} (15)

ولما ذكر سبحانه أنه ذكر ما يدل على اختلاف أحوال عباده عند إصابة الخير وعند إصابة الشر ، وإن مطمح أنظارهم ومعظم مقاصدهم هو الدنيا فقال : { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه } أي اختبره وامتحنه بالنعم { فأكرمه ونعمه } أي أكرمه بالمال ووسع عليه رزقه { فيقول ربي أكرمن } فرحا بما نال وسرورا بما أعطي ، غير شاكر لله على ذلك ولا خاطر بباله أن ذلك امتحان له من ربه واختبار لحاله ، وكشف ما يشتمل عليه من الصبر والجزع والشكر للنعمة وكفرانها ، وأما هنا لمجرد التأكيد لا لتفصيل المجمل مع التأكيد ، وما في { إذا ما } زائدة ، وقوله فأكرمه ونعمه تفسير للإبتلاء .

ومعنى أكرمن أي فضلني بما أعطاني من المال وأسبغه علي من النعم لمزيد استحقاقي لذلك وكوني موضعا له ، ودخلت الفاء فيه لتضمن " أما " معنى الشرط أي فأما الإنسان فيقول ربي أكرمن وقت ابتلائه بالإنعام ، قال الكلبي الإنسان هنا هو الكافر ، أبيّ بن خلف ، وقال مقاتل نزلت في أمية بن خلف وقيل نزلت في عتبة ابن ربيعة وأبي حذيفة بن المغيرة .