الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (16)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { ولا أدراكم به } يقول : أعلمكم به .

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله { ولا أدراكم به } يقول : ولا أشعركم به .

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن ، أنه قال « ولا أدرأتكم به » يعني بالهمز قال الفراء : لا أعلم هذا يجوز من دريت ولا أدريت إلا أن يكون الحسن همزها على طبيعته ، فإن العرب ربما غلطت فهمزت ما لم يهمز .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما . أنه كان يقرأ « قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به » .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولا أنذرتكم به } قال : ما حذرتكم به .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { فقد لبثت فيكم عمراً من قبله } قال : لم أتل عليكم ولم أذكر .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي { فقد لبثت فيكم عمراً من قبله } قال : لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إليه ، ورأى الرؤيا سنتين ، وأوحى الله إليه عشر سنين بمكة وعشراً بالمدينة ، وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة ، فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه ، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين .

وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه . أنه سئل بسن أي الرجال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ بعث ؟ قال : كان ابن أربعين سنة .

وأخرج البيهقي في الدلائل عن الشعبي قال : نزلت النبوة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين ، فكان يعلمه الحكمة والشيء لم ينزل القرآن ، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام ، فنزل القرآن على لسانه عشرين ، عشراً بمكة وعشراً بالمدينة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين ، فأقام بمكة عشراً وبالمدينة عشراً ، وتوفي على رأس ستين سنة .