الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (16)

قُل لَّوْ شَآءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ } أعلمكم { بِهِ } وقرأ الحسن : ولا أدراتكم به ، وهي لغة بني عقيل يحولون الياء ألفاً فيقولون : أعطأت بمعنى أعطيت ، ولبأت بمعنى لبّيت وجاراة وناصاة للجارية والناصية . فأنشد المفضل :

لقد أذنت أهل اليمامة طيّ *** بحرب كناصاة الأغر المشهر

وقال زيد الخيل :

لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقا *** على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا

أي ما بقي ، وقال آخر :

زجرت فقلنا لا نريع لزاجر *** إن الغويّ إذا نَها لم يعتب

أي نهى .

وروى البري عن ابن كثير ولادراكم بالقصر على الإيجاب يريد : ولا عملكم به من غير قراءتي عليكم . وقرأ ابن عباس : ولا أدراتكم من الإنذار ، وهي قراءة الحسن { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً } حيناً وهو أربعون سنة { مِّن قَبْلِهِ } من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } انه ليس من قبلي .

قال ابن عباس : نبّيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعون سنة وأقام بمكة ثلاثة عشرة وبالمدينة عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة