الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (16)

ثم أمر سبحانه نبيه أَنْ يردَّ عليهم بالحق الواضح ، فقال : { قُل لَّوْ شَاءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ } [ يونس : 16 ] { ولا } أعلمكم به ، و{ أدراكم } بمعنى : أعلمكم ، تقول : دَرَيْتُ بالأَمْرِ ، وأَدْرَيْتُ بِهِ غيري ، ثم قال : { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ } يعني : الأربعين سنةً قبل بعثته عليه السلام ، أي : فلم تجرِّبوني في كَذِبٍ ، ولا تكلَّمتُ في شيءٍ مِنْ هذا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ؛ أنَّ من كان على هذه الصفة لا يصحُّ منه كذب بعد أَنْ ولَّى عمره ، وتقاصَرَ أملُهُ ، واشتدَّت حِنْكَته وخوفُه لربِّه .