معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (16)

وقوله : { قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ . . . }

وقد ذكِر عن الحسن أنه قال : " ولا أَدْرَأْتكم به " فإن يكن فيها لغة سوى دريت وأدريت فلعلّ الحسَن ذهب إليها . وأما أن تصلح مِن دريت أو أدريت فلا ؛ لأن الياء والواو إذا انفتح ما قبلهما وسكنتا صحَّتا ولم تنقلبا إلى ألف ؛ مثل قضيت ودعوت . ولعل الحسن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها ؛ لأنها تضارع درأت الحدّ وشبهه . وربما غلِطت العرب في الحرف إذا ضارعه آخر من الهمز فيهمزون غير المهموز ؛ سمعت امرأة من طيء تقول : رنات زوجي بأبياتٍ . ويقولون لبَّأت بالحج وحلأْت السَوِيق فيغلَطون ؛ لأن حَلأْت قد يقال في دفع العِطاش من الإبل ، ولبَّأت ذهب إلى الِلبأ الذي يؤكل ، ورَثَأت زوجي ذهبَتْ إلى رَثِيئة اللبن ؛ وذلك إذا حلبت الحليب على الرائب .