الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت { ويل لكل همزة } بمكة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عمر أنه قيل له : نزلت هذه الآية في أصحاب محمد { ويل لكل همزة لمزة } قال ابن عمر : ما عنينا بها ، ولا عنينا بعشر القرآن .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق ، عن عثمان بن عمر قال : ما زلنا نسمع أن { ويل لكل همزة } قال : ليست بحاجبة لأحد نزلت في جميل بن عامر زعم الرقاشي . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { ويل لكل همزة } في الأخنس بن شريق .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن راشد بن سعد المقدامي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لما عرج بي مررت برجال تقطع جلودهم بمقاريض من نار ، فقلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يتزينون . قال : ثم مررت بجب منتن الريح فسمعت فيه أصواتاً شديدة ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : نساءكن يتزين بزينة ، ويعطين ما لا يحل لهن ، ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديهن ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الهمازون والهمازات ، ذلك بأن الله قال : { ويل لكل همزة لمزة } » .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : { ويل لكل همزة لمزة } قال : هو المشاء بالنميمة المفرق بين الجمع المغري بين الأخوان .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قي قوله : { ويل لكل همزة } قال : طعان { لمزة } قال : مغتاب .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في الآية قال : الهمزة الطعان في الناس ، واللمزة الذي يأكل لحوم الناس .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { ويل لكل همزة لمزة } قال : يأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { ويل لكل همزة لمزة } قال : تهمزه في وجهه ، وتلمزه من خلفه .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { ويل لكل همزة } قال : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينيه ، ويأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن جريج قال : الهمز بالعينين والشدق واليد ، واللمز باللسان .