الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (31)

أخرج الفريابي وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال : إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض ، الحمرة ، والبياض ، والسواد ، وكذلك ألوان الناس مختلفة فيها الأحمر ، والأبيض ، والأسود ، والطيب ، والخبيث .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : خلق الله آدم من أديم الأرض . من طينة حمراء ، وبيضاء ، وسوداء .

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال : أتدرون لم سمي آدم ؟ لأنه خلق من أديم الأرض .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علمه اسم الصحفة ، والقدر ، وكل شيء ، حتى الفسوة والفسية .

وأخرج وكيع وابن جرير عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علمه اسم كل شيء . حتى علمه القصعة والقصيعة ، والفسوة والفسية .

وأخرج وكيع وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علمه اسم كل شيء . حتى البعير ، والبقرة والشاة .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : ما خلق الله .

وأخرج الديلمي عن أبي رافع قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثلت لي أمتي في الماء والطين ، وعلمت الأسماء كما علم آدم الأسماء كلها " .

وأخرج وكيع في تاريخه وابن عساكر والديلمي عن عطية بن يسر مرفوعا . في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال " علم الله في تلك الأسماء ألف حرفة من الحرف وقال له : قل لولدك وذريتك يا آدم إن لم تصبروا عن الدنيا فاطلبوا الدنيا بهذه الحرف ، ولا تطلبوها بالدين فإن الدين لي وحدي خالصا . ويل لمن طلب الدنيا بالدين ويل له " .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : أسماء ذريته أجمعين { ثم عرضهم } قال : أخذهم من ظهره .

وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : أسماء الملائكة .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علم آدم من الأسماء أسماء خلقه ، ثم قال ما لم تعلم الملائكة فسمى كل شيء باسمه ، وألجأ كل شيء إلى جنسه .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء } قال : علم الله آدم الأسماء كلها ، وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس . إنسان ، دابة ، وأرض ، وبحر ، وسهل ، وحمار ، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها { ثم عرضهم على الملائكة } يعني عرض أسماء جميع الأشياء التي علمها آدم من أصناف الخلق { فقال أنبئوني } يقول : أخبروني { بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } إن كنتم تعلمون أني لم أجعل في الأرض خليفة { قالوا سبحانك } تنزيها لله من أن يكون يعلم الغيب أحد غيره تبنا إليك { لا علم لنا } تبريا منهم من علم الغيب { إلا ما علمتنا } كما علمت آدم .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { ثم عرضهم } قال : عرض أصحاب الأسماء على الملائكة . وأخرج ابن جرير عن مجاهد عن ابن عباس قال : إن الله لما أخذ في خلق آدم قالت الملائكة : ما الله خالق خلقا أكرم عليه منا ، ولا أعلم منا . فابتلوا بخلق آدم .

31

32