الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (38)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى } قال : الهدى الأنبياء والرسل والبيان .

وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله { فمن اتبع هداي . . . } الآية . قال : ما زال لله في الأرض أولياء منذ هبط آدم ، ما أخلى الأرض لإبليس إلا وفيها أولياء له يعملون لله بطاعته .

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { فمن اتبع هدي } بتثقيل الياء وفتحها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { فلا خوف عليهم } يعني في الآخرة { ولا هم يحزنون } يعني لا يحزنون للموت .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة قال : لما هبط إبليس قال : أي رب قد لعنته فما علمه ؟ قال : السحر . قال : فما قراءته ؟ قال : الشعر . قال : فما كتابه ؟ قال : الوشم . قال : فما طعامه ؟ قال : كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه . قال : فما شرابه ؟ قال : كل مسكر . قال : فأين مسكنه ؟ قال : الحمام . قال : فأين مجلسه ؟ قال : الأسواق . قال : فما صوته ؟ قال : المزمار . قال : فما مصائده ؟ قال : النساء .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " قال إبليس لربه تعالى : يا رب قد أهبط آدم ، وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل ، فما كتابهم ورسلهم ؟ قال : رسلهم الملائكة والنبيون ، وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان . قال : فما كتابي ؟ قال : كتابك الوشم ، وقراءتك الشعر ، ورسلك الكهنة ، وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه ، وشرابك كل مسكر ، وصدقك الكذب ، وبيتك الحمام ، ومصائدك النساء ، ومؤذنك المزمار ، ومسجدك الأسواق " .