لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (38)

{ قلنا اهبطوا منها جميعاً } يعني هؤلاء الأربعة . وقيل إن الهبوط الأول من الجنة إلى سماء الدنيا والهبوط الثاني من السماء الدنيا إلى الأرض ، وفيه ضعف لأنه قال في الهبوط الأول { ولكم في الأرض مستقر } فدل على أنه كان من الجنة إلى الأرض ، والأصح أنه للتأكيد { فإمَّا يأتينكم مني هدى } فيه تنبيه على عظم نعم الله على آدم وحواء كأنه قال وإن أهبطتكم من الجنة إلى الأرض فقد أنعمت عليكم بهدايتي التي تؤديكم إلى الجنة مرة أخرى على الدوام الذي لا ينقطع وقيل المخاطب هم ذرية آدم يعني يا ذرية آدم إما يأتينكم مني رشد وبيان وشريعة وقيل كتاب ورسول { فمن تبع هداي فلا خوف عليهم } يعني فيما يستقبلهم { ولا هم يحزنون } أي على ما خلفوا وقيل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في الآخرة .