الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (38)

قوله : ( قُلْنَا اهْبِطُوا ) [ 37 ] .

يريد آدم وإبليس وذرية آدم .

وقيل : آدم وإبليس وحواء والحية( {[1779]} ) .

وقيل : آدم وحواء فقط ، وجمعا( {[1780]} ) كما يخاطب الواحد بلفظ الجمع( {[1781]} ) لشرفه .

قال مجاهد : " أهبط آدم بأرض( {[1782]} ) الهند فحج البيت على قدميه أربعين حجة ، فقيل له : ولم تكن معه دابة تحمله ؟ فقال : وأي دابة تطيقه ؟ كانت خطوته مسيرة ثلاثة أيام ، وموضع قدميه كالقرية " .

روى ابن( {[1783]} ) وهب عن مالك أنه قال : " إن آدم لما أهبط إلى الأرض بالسند( {[1784]} ) والهند ، قال( {[1785]} ) : يا رب أهذه أحب الأرض إليك أن نعبدك فيها ؟ فقال : بل مكة ، فسار( {[1786]} ) آدم حتى أتى مكة فوجد عندها ملائكة يطوفون بالبيْت ، ويعبدون الله ، فقالوا : مرحَباً بآدم ، أبي البشر ، إنا منتظروك هنا( {[1787]} ) منذ ألفي( {[1788]} ) عام " .

قوله : ( فَإِمَّا يَاتِيَنَّكُم( {[1789]} ) مِّنِّي هُدىً ) [ 37 ] .

أي رسل وأنبياء مخاطبة لذرية آدم .

وقيل : هُدى بيان من أمري( {[1790]} ) .

وقيل : الهدى محمد صلى الله عليه وسلم .

( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ) أي من أطاعه وآمن به فلا خوف عليه في الآخرة .

وبنو إسرائيل هم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم و " إسرا " ( {[1791]} ) : بمعنى عبد . و " إيل " : هو الله [ عز وجل ]( {[1792]} ) بالعبرانية( {[1793]} ) ، وهو مخاطبة لبني قريظة والنضير ثم عام في جميع بني إسرائيل .


[1779]:- القول لأبي صالح في جامع البيان 1/535، و1/538.
[1780]:- في ع3: جمعها.
[1781]:- في ع1: الجميع.
[1782]:- في ق: يا أرض.
[1783]:- في ع3: بن. وهو خطأ.
[1784]:- في ق: بالستر. وهو تحريف.
[1785]:- في ع2، ع3: فقال.
[1786]:- في ع2، ع3: فصار. وهو تحريف.
[1787]:- سقط من ع2، ع3.
[1788]:- في ع2، ق: ألف.
[1789]:- في ق: يأتيكم. وهو خطأ.
[1790]:- في ق: آمن به.
[1791]:- في ع2: إسر.
[1792]:- في ع3: سبحانه.
[1793]:- في ق: بالعبرية، وهو قول ابن عباس في تفسير القرطبي 1/331.